تصعيد خطير يُنذر بكارثة إنسانية وشيكة، إذ أعلنت الأمم المتحدة توقف تدفق المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي منذ أبريل الماضي، بعد نهب مسلحي الجماعة لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في محافظة صعدة، ووسط أضرار جسيمة لحقت بموانئ الحديدة جرّاء الغارات الإسرائيلية والأمريكية.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي في تقرير حديث أن المساعدات الغذائية والتغذوية توقفت بالكامل منذ أوائل أبريل، عقب عملية نهب لمستودع في معقل الحوثيين بصعدة، ما أدى إلى شلل تام في عملية التوزيع، وحرمان ملايين من المحتاجين من أبسط مقومات البقاء.
ووفقًا للتقرير الأممي، فإن الغارات الجوية الأخيرة على موانئ الحديدة خلال شهري أبريل ومايو تسببت في تدمير كبير للبنية التحتية، مما أدى إلى خفض القدرة على استقبال الشحنات التجارية والإنسانية، الأمر الذي يهدد بمضاعفة أزمة انعدام الأمن الغذائي في مناطق الحوثيين، والتي تعاني أصلًا من شلل اقتصادي ونقص حاد في الموارد.
وأظهرت بيانات برنامج الغذاء العالمي أن أكثر من 57% من الأسر اليمنية غير قادرة على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية اليومية، مع ارتفاع معدلات الاستهلاك الغذائي غير الكافي بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضي، فيما ارتفعت معدلات سوء التغذية الحاد بنسبة 12%.
وفي حين تمكن البرنامج من إيصال المساعدات إلى أكثر من 1.6 مليون شخص في مناطق الحكومة الشرعية، إلا أن النقص الحاد في التمويل بات يهدد بمزيد من التخفيضات في الحصص الغذائية أو تقليص النطاق الجغرافي للتوزيع، ما قد يدفع البلاد إلى واحدة من أسوأ موجات الجوع في تاريخها الحديث.
يأتي هذا التدهور وسط اتهامات حادة للحوثيين باستخدام المساعدات كسلاح سياسي واحتجازها ونهبها، في وقت تتفاقم فيه معاناة اليمنيين الذين باتوا رهائن لجماعة مسلحة تعبث بمقدراتهم وتستغل الأزمات لتعزيز سيطرتها.