كارثة جديدة تعكس حجم الفوضى والإهمال الذي تعيشه مدينة تعز المحاصرة منذ عقد من الزمن، لقي شخصان مصرعهما اليوم السبت، إثر انقلاب شاحنة نقل مياه (وايت) أثناء توجهها لتعبئة المياه من آبار منطقة الضباب، غرب المدينة.
وقالت مصادر محلية إن الحادث وقع قرب نقطة الهنجر في طريق الضباب، وأسفر عن وفاة السائق ومرافقه في الحال، بينما تهشمت الشاحنة بالكامل، في مشهد مؤلم أصبح انعكاسًا حيًا لمأساة مدينة تُحرم من أبسط مقومات الحياة.
الشاحنة، التي تتبع إحدى محطات التحلية المحلية، كانت في طريقها لتأمين مياه الشرب، في ظل أزمة خانقة جعلت سكان تعز يلهثون خلف "وايت ماء" يصل سعره إلى أكثر من 70 ألف ريال لـ6 آلاف لتر، وسط تجاهل تام من قبل السلطات المحلية وعلى رأسها المحافظ نبيل شمسان.
مأساة المياه في تعز لم تعد أزمة خدمات، بل تحوّلت إلى سبب للموت. في مدينة يعاني أهلها العطش، ويدفع سائقو الشاحنات حياتهم ثمنًا لمحاولة سد فجوة الفشل الإداري.
يتساءل الأهالي اليوم بحرقة:"متى يسقط المسؤول الفاشل قبل أن يسقط المزيد من الأبرياء؟".
"كم روحًا يجب أن تُزهق قبل أن تتحرك الدولة؟!".
لقد أصبح "وايت الماء" في تعز رمزًا للموت لا للحياة، وصرخة المواطنين تتعالى في وجه الإهمال:
"ارحموا تعز قبل أن تُدفن بكاملها تحت أنقاض العطش والصمت".