تسلط حادثة مأساوية جديدة تُسلّط الضوء على خطورة الطرق البرية في اليمن، إذ لقي أربعة مغتربين يمنيين مصرعهم، خلال الساعات القليلة الماضية، إثر حادث مروري مروّع في محافظة المهرة شرقي البلاد، أثناء عودتهم من المهجر إلى الوطن.
وقالت مصادر محلية إن الحادث وقع على الطريق الدولي الرابط بين سلطنة عمان ومحافظة المهرة، بعد اصطدام عنيف بين السيارة التي كانوا يستقلونها وشاحنة نقل كبيرة، ما أدى إلى وفاتهم على الفور، وتحطم المركبة بشكل كامل.
المغتربون الأربعة، الذين أنهكهم الغياب ودفعتهم أشواق العودة إلى الوطن، لم يكونوا يعلمون أن طريق العودة سيكون آخر ما يسلكونه في هذه الحياة، في مأساة تركت حزنًا بالغًا لدى أسرهم وأبناء مناطقهم.
وتأتي هذه الحادثة بعد أقل من 24 ساعة على فاجعة مماثلة في محافظة لحج جنوب البلاد، حيث توفي ثلاثة أفراد من أسرة واحدة وأصيب اثنان آخران، في حادث مروّع آخر في مديرية المقاطرة.
وتُعد الحوادث المرورية في اليمن كارثة صامتة لا تقل فتكًا عن الحرب، وسط ضعف البنية التحتية للطرق، وغياب الرقابة على وسائل النقل، وانعدام الإسعافات الأولية السريعة، ما يجعل كل رحلة محفوفة بالموت، خصوصًا في الطرق الدولية التي تربط اليمن بدول الجوار.
ويرى مراقبون أن استمرار نزيف الأرواح على طرقات البلاد يستوجب تدخلاً عاجلاً من الحكومة والجهات المعنية لإعادة تأهيل الطرق وتطبيق معايير السلامة المرورية، في بلد يئن تحت وطأة الحرب والفقر والموت المتربص حتى على قارعة الطريق.