دفع حجم العبث والفساد المستشري داخل مؤسسة المياه والصرف الصحي بمدينة تعز، المواطنين للتعبير عن غضبهم الشديد تجاه استمرار أزمة المياه وغياب أي معالجات حقيقية، رغم إعلان المؤسسة عن تشغيل أربع آبار رئيسية بينها بئر الضبوعة.
وأكد السكان أن أسعار "الوايتات" شهدت ارتفاعا جنونيا، وصل بعضها إلى 70 ألف ريال، وسط تجاهل تام من المؤسسة لتطبيق التسعيرة الرسمية، ما دفع الأهالي لاتهام المؤسسة بالتواطؤ مع السوق السوداء في استغلال حاجة الناس.
الناشط هشام السامان، الذي نزل ميدانيًا لمتابعة وضع الآبار، فجّر مفاجأة صادمة بقوله: "أكثر من ثلاثين بئر داخل المدينة جاهزة للعمل، لكنها متوقفة عمدًا! المؤسسة لا تريد ضخ المياه إلى المنازل، ولا تريد تعبئة الوايتات بالسعر الرسمي. أعجبهم لعب السوق السوداء، والناس تدفع الثمن".
وأضاف السامان: "الرسوم المفروضة على الوايتات بحجة أنها لا تغطي سعر الديزل، مجرد كذبة مكشوفة، لأن أغلب الآبار تعمل بالطاقة الشمسية. الحقيقة أن المؤسسة اختارت بيع الماء كسلعة رابحة بدلًا من خدمته كحق أساسي".
ويخشى الأهالي من أن هذه السياسة الممنهجة تعكس إرادة متعمدة لإبقاء المواطن تحت رحمة جشع سائقي الوايتات، وتحويل أزمة المياه إلى فرصة للإثراء غير المشروع، في ظل صمت السلطة المحلية وغياب أي رقابة أو محاسبة.
المواطنون طالبوا بسرعة تشغيل كافة آبار المدينة، وربطها بالخزانات الرئيسية وضخ المياه مباشرة إلى منازلهم، مؤكدين أن "الماء ليس ترفًا، بل حق لا يجب أن يتحكم فيه حفنة من الفاسدين".