آخر تحديث :الخميس-15 مايو 2025-12:32ص
اخبار وتقارير

تعز تستسقي السماء بعد أن خذلتها الحكومة.. تعميم إلزامي للخطباء لأداء هذه العبادة بعد صلاة الجمعة

تعز تستسقي السماء بعد أن خذلتها الحكومة.. تعميم إلزامي للخطباء لأداء هذه العبادة بعد صلاة الجمعة
الثلاثاء - 13 مايو 2025 - 11:14 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - محرم الحاج

في خطوة تعكس حجم المعاناة التي تعيشها مدينة تعز، دعا مكتب الأوقاف والإرشاد في المحافظة الخطباء والمرشدين إلى أداء صلاة الاستسقاء عقب صلاة الجمعة المقبلة، في جميع مديريات ومناطق المحافظة، استجابة للأزمة المائية الخانقة التي تضرب المدينة منذ سنوات.

وجاء في تعميم رسمي – حصلت "قبل قليل" على نسخة منه – أن الدعوة لأداء الصلاة تأتي بالتزامن مع الحث على الإكثار من الأعمال الصالحة كالاستغفار والتوبة، والصدقات، وصيام النوافل، ورد المظالم، وصلة الأرحام، باعتبارها من أسباب رحمة الله ونزول الغيث.

صلاة استسقاء أمام أزمة مستفحلة

هذه الدعوة تزامنت مع تصاعد شكاوى المواطنين من أزمة مياه حادة باتت تهدد الحياة اليومية في تعز، في ظل تدهور مريع في الخدمات، وغياب مشاريع استراتيجية تعالج جذور الأزمة.

شعيب علي (42 عامًا)، أحد سكان المدينة، يصف الحال قائلاً: "الأزمة لم تكن وليدة اللحظة، بل ممتدة منذ سنوات. نعتمد على شراء صهاريج المياه (الوايتات) بأسعار مرهقة، وهناك أسر لا تستطيع دفع التكاليف".

وأشار إلى أن سعر الوايت الواحد يصل إلى 35 ألف ريال، وتختلف الأسعار حسب المناطق، ما فاقم من معاناة السكان الذين باتوا يواجهون كارثة إنسانية في صمت.

فساد مؤسسة المياه.. ملف أسود يتضخم

وفي ظل هذه الأزمة، تتوالى الاتهامات الموجهة إلى مؤسسة المياه والصرف الصحي بتعز، حيث أفادت مصادر محلية من مديرية المظفر أن المؤسسة تحكمها "مافيا فساد" منذ سنوات، وأن إداراتها المتعاقبة استخدمت المشاريع والتمويلات لأغراض شخصية وصفقات مشبوهة.

وأكد المصدر – الذي فضل عدم ذكر اسمه – أن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة يجري حاليًا تحقيقات في مخالفات مالية وفساد إداري، وسط غياب واضح للرقابة والمساءلة، ووجود ديون لم تُسدد منذ أكثر من خمس سنوات للجهات المتعاقدة.

وكشف المصدر عن أن أغلب المشاريع المنفذة تمولها منظمات دولية، بينما تصر إدارة المؤسسة على رفع كشوفات إنفاق ضخمة، رغم غياب الخدمات الفعلية.

وأضاف أن غياب المتابعة من قبل قيادة المحافظة خلق بيئة خصبة للفوضى والتجاوزات، داعيًا إلى تفعيل الرقابة الحقيقية على الأداء المؤسسي، ووضع استراتيجية واضحة للمياه بخطة زمنية ملزمة، كحل جذري لإنهاء المعاناة.

فضيحة مياه "القات" تزيد الغضب

وفي تطور صادم، تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي تعميمًا صادراً عن شرطة تعز، يكشف قيام صهاريج المياه بنقل مياه الضباب – المخصصة للشرب – إلى مناطق مثل النشمة، وادي خولان، والبيرين لسقي شجرة القات، في تصرف أثار استياءً واسعاً.

وألزم التعميم الجهات الأمنية بمنع خروج صهاريج المياه باتجاه مناطق نجد قسيم والبيرين "مهما كانت الأسباب"، في محاولة لوقف هذا العبث بموارد المدينة الشحيحة.

خلاصة:

تعز اليوم تقف بين مطرقة الفساد وسندان العطش، بينما تقرع أبواب السماء بصلاة استسقاء، بعد أن أُغلقت أبواب الدولة في وجهها. فهل تأتي الاستجابة من السماء، بعدما خذلتها الأرض؟