آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-03:25ص
اخبار وتقارير

مع عودة النشاط النفطي بالحديدة.. ماذا عن قيود واشنطن على الحوثيين؟

مع عودة النشاط النفطي بالحديدة.. ماذا عن قيود واشنطن على الحوثيين؟
ناقلة نفطية تفرغ حمولتها في ميناء رأس عيسى
الخميس - 08 مايو 2025 - 11:08 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

استأنفت مليشيا الحوثي مساء أمس الأربعاء عمليات تفريغ الوقود من الناقلات البحرية في ميناء رأس عيسى النفطي، وذلك بعد يوم من اتفاق التهدئة مع الولايات المتحدة ووقف العمليات العسكرية.

وقالت مصادر من فرع شركة النفط اليمنية في الحديدة التابعة للحكومة الشرعية، إن الحوثيين استغلوا توقف الضربات الأمريكية لإدخال سفينة نفطية تحمل نحو 47 ألف طن من البترول إلى رصيف الميناء.

تفريغ بدائي

وذكرت مصادر وثيقة الاطلاع أن ناقلة "فالنتاين" وصلت إلى منطقة رأس عيسى في 27 أبريل (نيسان) الماضي، بعد أكثر من أسبوع من الهجوم الأمريكي الذي استهدف الميناء شمال غرب الحديدة، ومع استمرار الضربات على المنشأة النفطية، لم تتمكن الناقلة و10 ناقلات أخرى تحمل كميات من "الديزل والبترول والغاز" من الوصول إلى مرسى الميناء لتفريغ حمولتها.

وأشارت المصادر إلى أن "الحوثيين يفرغون الناقلة الراسية حالياً بشكل مباشر إلى صهاريج شاحنات نقل الوقود باستخدام أنابيب مطاطية، نتيجة تعطل أنابيب التفريغ الأساسية بسبب الهجمات الأمريكية العنيفة قبل أسابيع، وكذلك تدمير الغارات الإسرائيلية لخزانات الوقود الثلاثة في الميناء. هذا الأمر أدى إلى بطء العملية وزيادة تكاليف بقاء السفن لفترات طويلة".

وبحسب المصادر، دفع استمرار الضربات الأمريكية على الميناء الحوثيين لاستخدام خزانات عائمة يتم جرها بواسطة القوارب لتسريع عملية تفريغ المنتجات النفطية من السفن الراسية قبالة رأس عيسى.

انتهاك للقانون

أكدت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الخميس الماضي، احتجاز الحوثيين عدة ناقلات نفطية قرب ميناء رأس عيسى ومنعها من المغادرة تحت تهديد السلاح، وأجبرت بعضها على التوجه إلى الأرصفة. هذا يشير إلى احتمال تعرض السفن الوافدة إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين لتهديدات وقيود تحول دون مغادرتها بأمان.

ومع عودة نشاط الاستيراد النفطي المحدود للحوثيين، وتزامنه مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي، موافقة الميليشيا على وقف عملياتها العسكرية ضد سفن بلاده في البحر الأحمر، وتوقف الولايات المتحدة في المقابل عن العمليات العسكرية في اليمن، يطرح اليمنيون تساؤلات عن مصير القيود التي فرضتها واشنطن على الحوثيين بعد تصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية.

ومنذ مطلع أبريل الماضي، منعت واشنطن وصول المنتجات البترولية إلى موانئ الحوثيين، وحذّرت الدول والكيانات من تقديم أي دعم لهم، بما في ذلك "تفريغ السفن وتزويدها بالنفط"، باعتبار ذلك "انتهاكاً للقانون الأمريكي"، كما أوقفت أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتمويلها المالي لبرامج المساعدات الإغاثية الأممية لليمن.

مسار منفصل

يقول المحلل الاقتصادي ماجد الداعري إن المصادر المفتوحة لتتبع حركة ملاحة السفن على الإنترنت تشير إلى رسو ناقلة نفط مساء الأربعاء في رصيف ميناء رأس عيسى واستمرارها لساعات طويلة. ومع ذلك، يعتقد الداعري أن قرار الحظر الأمريكي سيظل سارياً، لأنه لا يرتبط بالوضع العسكري أو اتفاق التهدئة بين الجانبين.

وبيّن الداعري أن "قرار منع استيراد الحوثيين للوقود مرتبط بالضغوط الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة بعد تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، مما يجعل إمكانية إلغاء الحظر مستبعدة، حتى وإن التزم الحوثيون بوقف هجماتهم في البحر الأحمر أو تجاه إسرائيل، لأن هذه الإجراءات جزء من سياسة واشنطن بعد هذا التصنيف".

وتواجه مناطق سيطرة الحوثيين شمالي اليمن شحاً في الوقود منذ أيام، مع تزاحم السيارات وانتظارها في طوابير طويلة أمام محطات البنزين، التي أغلقت بعضها بسبب نفاد المخزون. هذا الوضع عطّل مصالح المواطنين وزاد من أجرة المواصلات، في وقت وعدت فيه "شركة النفط" التابعة للحوثيين باتخاذ تدابير طوارئ لإدارة المخزون المتاح.

وتتهم الولايات المتحدة ميليشيا الحوثي باستخدام الوقود في دعم عملياتها العسكرية كسلاح سيطرة، والاستفادة من أرباح مبيعاته "غير القانونية" في تمويل جهودها الإرهابية، وفقاً لبيان سابق للقيادة المركزية الأمريكية.