أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء اليوم الثلاثاء، أن المليشيات الحوثية أبدت "استسلاماً واضحاً" وأبلغت واشنطن رسمياً بعدم رغبتها في مواصلة القتال، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إصدار أمر فوري بوقف العمليات العسكرية ضد الجماعة في اليمن.
وأكدت الخارجية الأمريكية أن الاتفاق مع الحوثيين يقتصر حالياً على وقف استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وهو ما اعتبرته واشنطن مؤشراً على إمكانية التوصل إلى تسوية أوسع مستقبلاً. وأضافت أن الجيش الأمريكي سيظل ملتزماً بوقف الضربات طالما استمر الحوثيون في احترام هذا الالتزام.
هذا الإعلان المفاجئ يأتي في أعقاب نجاح وساطة دبلوماسية قادتها سلطنة عمان، والتي لعبت دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين الطرفين عبر محادثات غير معلنة جرت الأسبوع الماضي، بمشاركة المبعوث الأمريكي تيموثي ويتكوف. وأعلنت الخارجية العمانية أن الجهود أثمرت عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار، ووصفت ذلك بأنه خطوة مهمة نحو تهدئة التوترات في المنطقة.
وفي المقابل، أعربت إسرائيل عن صدمتها من القرار، حيث نقلت صحيفة أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن واشنطن لم تُخطر تل أبيب مسبقاً، وأن الرئيس ترامب اتخذ القرار بشكل مفاجئ، وهو ما أكده أيضاً مسؤولون إسرائيليون آخرون وصفوا القرار بـ"غير المتوقع".
وجاء إعلان ترامب خلال مؤتمر صحفي، حيث قال: "الحوثيون أخبرونا بأنهم لا يريدون القتال... أقبل كلمتهم، وأمرت بوقف القصف فوراً". وتابع: "نحن مستعدون للسلام إن كانوا صادقين".
ويُذكر أن إدارة ترامب كانت قد أطلقت حملة عسكرية واسعة ضد الحوثيين منتصف مارس الماضي، بهدف وقف تهديداتهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهي الحملة التي شهدت ضربات دقيقة استهدفت قدراتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة.