آخر تحديث :الأحد-29 يونيو 2025-02:05ص
اخبار وتقارير

رمضان تحت القبضة الحوثية: أفواه تُكمَّم وأقلام تُسْلَب.. موسم البطش يعود

رمضان تحت القبضة الحوثية: أفواه تُكمَّم وأقلام تُسْلَب.. موسم البطش يعود
الأربعاء - 05 مارس 2025 - 03:38 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

في شهر يفترض أن يكون عنوانه السكينة والتسامح، تصر مليشيات الحوثي على تحويله إلى موسم جديد من البطش والقمع، ضاربة بعرض الحائط كل القيم الدينية والإنسانية.

ففي الوقت الذي ينشغل فيه الشعب اليمني بالصيام والعبادة، شنت المليشيات حملات اختطاف طالت كتابا وناشطين وسياسيين، لتزج بهم في سجونها السرية، في مشهد يعكس عقلية ترهيبية لا تعترف إلا بالقوة والقمع.

وكشفت بلاغات لناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، عن اختطاف الحوثي عددا من المدنيين في ذمار وإب وصنعاء وتهديد آخرين ومحاكمتهم كفارين من العدالة.

وعن أحدث المختطفين في ذمار، ابلغت مصادر حقوقية وإعلامية عن اختطاف مليشيات الحوثي عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الحقوقي والكاتب عبد الوهاب الحراسي، بعد تعرضه للاعتداء والتهديد بالقتل.

وبحسب المصادر، فإن القيادي في مليشيات الحوثي أبو السجاد الشاكري هو من وقف خلف توجيه المليشيات باختطاف الحراسي، الذي تعرض لتهديدات مباشرة بتصفيته.

وكان الحراسي قد تعرض للاختطاف في سبتمبر الماضي ضمن حملة حوثية استهدفت المئات على خلفية الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، وتلقى بعدها تهديدات متكررة من قيادات في مليشيات الحوثي بسبب نشاطه الحقوقي قبل أن تعود لاختطافه مجددا.

يأتي اختطاف الحراسي في ذمار عقب أيام من اختطاف مليشيات الحوثي العشرات في محافظة إب على خلفية نزاع قبلي‏ بين أسرة بني فاضل وأهالي عزلة الشرنمة، مما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة 6 آخرين.

وبدلا من حل القضية وفقا للقانون، لجأت مليشيات الحوثي لاختطاف أكثر من 60 مواطناً، بينهم رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة إب وفرض تحكيما عرفيا.

كما نبشت الحوثي قبر مواطن وأخرجت جثته بعد ساعات من دفنه، في إطار نهج المليشيات في تفكيك النسيج الاجتماعي في إب واتخاذ النزاعات القبلية ذريعة لملاحقة السياسيين.

و في صعدة، نصبت أسرة رجل الأعمال ماهر عبدالله قائد السدعي، المختطف لدى مليشيات الحوثي، خيمة اعتصام في مران أمام قبر مؤسس المليشيات الصريع حسين الحوثي، بمحافظة صعدة للمطالبة بالإفراج عن ابنهم.

وتداول ناشطون محليون صورا تظهر والد ووالدة السدعي وهما ينصبان خيمة أمام قبر حسين الحوثي للمطالبة ‏بإطلاق سراح ابنهم المختطف منذ ديسمبر الماضي بعد تقديمه شكوى لاستعادة سيارته المنهوبة، رافعين لافتات تطالب زعيم المليشيات بإطلاق سراحه فورا.

و ‏بدأت قصة السدعي عندما نشب بينه وأبناء عمه، خلاف وكان يُنظر فيه أمام محكمة جنوب غرب الأمانة بصنعاء، قبل أن يتدخل مكتب القيادي الحوثي النافذ يحيى عبدالله الرزامي.

وبحسب مصادر إعلامية ونشطاء، فقد "أرسل الرزامي عبر مندوبه سعيد حمد مجلي، الملقب بـ"أبو هايل"، طالبًا للسدعي وطالبه بالتوقيع على تحكيم عرفي وافق عليه أبناء عمه مسبقًا، لكن الرجل تمسك بحقه في التقاضي القانوني، ورفض الخضوع لهذا التحكيم.

ووفقا للمصادر، فإنه لم تمض أيام حتى اختطفت مليشيات الرزامي السدعي من مكتب المفتش العام في صنعاء، وأخفته قسريا للمرة الثانية، عقابا له على رفضه التحكيم العرفي.

و صنعاء هي الأخرى لم تكن بعيدة عن ممارسات الحوثي، فنيابة الصحافة والمطبوعات التابعة للمليشيات، أصدرت مؤخرا قرار اتهام بحق الناشط والشاعر في جماعة الحوثي محمد الجرموزي، بسبب منشورات له على مواقع التواصل الاجتماعي.

واتهمت نيابة الصحافة التابعة للمليشيات، الجرموزي بإهانة موظف عام، وهو مدير مديرية السبعين بصنعاء محمد مطهر الوشلي، بعد نشر الأول ملفات فساد للأخير مدعمة بالوثائق.

وطالبت النيابة، وفق قرار الاتهام، المحكمة بالحكم على الجرموزي بـ«العقوبة المقررة قانونا.. ووفقا لإجراءات المحاكمة المستعجلة»، معتبرة الجرموزي «فارا من وجه العدالة».