اهتزت مدينة تعز يوم أمس الجمعة في حادثة مؤسفة، أقدم مسلحون مرافقون لرئيس عمليات اللواء 22، العقيد حسين مغلس، على اقتحام محل التاجر صالح العريقي في سوق الأشبط، في تمام الساعة السابعة والنصف.
وأفاد شهود عيان بأن المسلحين المحسوبين على حزب الإصلاح، ومن بينهم الجنديان عبادل والشهابي وعدد من الملثمين يرتدون الزي العسكري، اعتدوا على ابن التاجر أثناء تواجده على كاشير المحاسبة داخل البقالة، وذلك أمام مرأى ابنته الصغيرة التي دخلت في حالة من الصراخ والرعب الشديدين.
وأظهرت فيديوهات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي لحظة اقتحام المسلحون البقالة والاعتداء على الابن ووالده.
الحادثة أثارت موجة غضب واسعة بين أهالي تعز، معتبرين أن ما حدث يعكس تحول المؤسسة العسكرية إلى أداة ابتزاز وترهيب تخدم مصالح حزبية ضيقة، بدلًا من دورها الوطني في حماية المواطنين.
ويصف مراقبون الحادثة بأنها ليست مجرد اعتداء فردي، بل هي انعكاس لوضع خطير تُستغل فيه القوى العسكرية لترويع الآمنين وتكميم الأفواه، ما يعمق من أزمة الثقة بين المواطن والمؤسسة العسكرية.
الطفلة الصغيرة، التي شاهدت هذا الاعتداء بحق والدها وشقيقها، أصبحت رمزًا للصورة القاسية التي تعيشها بعض الأسر في ظل غياب سيادة القانون وغياب المحاسبة.
المجتمع المحلي والناشطون الحقوقيون طالبوا السلطات الأمنية بفتح تحقيق فوري في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عن هذا التصرف المسيء، داعين إلى إعادة النظر في الدور الحقيقي للمؤسسة العسكرية، والذي ينبغي أن يكون لحماية المواطن وليس لترهيبه.
وتكشف هذه الحادثة عن الحاجة الماسة لإصلاحات جذرية تعيد الاعتبار للمؤسسات الأمنية والعسكرية، وتجعلها خادمة للوطن والمواطن بعيدًا عن أي أجندات حزبية
أو شخصية.