آخر تحديث :الأحد-15 ديسمبر 2024-01:06ص
قالوا عن اليمن

في ظل إستراتيجية أمريكية جديدة.. "انحسار" تهديدات الحوثيين

في ظل إستراتيجية أمريكية جديدة.. "انحسار" تهديدات الحوثيين
السبت - 19 أكتوبر 2024 - 05:52 م بتوقيت عدن
- عدن، نافذة اليمن، إرم نيوز:

انحسرت كثيرًا منذ نحو أسبوعين الضربات والهجمات التي تنفذها ميليشيا الحوثي في اليمن ، لاستهداف سفن الشحن التجارية والملاحة الدولية.

ويعود ذلك لعدة أسباب لها علاقة بالأحداث العسكرية المتصاعدة جنوبي لبنان، والرد الإسرائيلي المرتقب على هجمات إيران، وفق محللين سياسيين وعسكريين.

ويرجّح المحللون أن تتسبب الإستراتيجية الجديدة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية، في استخدام قاذفات "B-2" في هجومها الذي شنته فجر الخميس، واستهدفت من خلاله معاقل الحوثيين العسكرية ومعسكرات تخزين الأسلحة في كلٍ من صنعاء وصعدة، في الحدّ بدرجة أكبر من تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، خرج الحوثيون مساء الجمعة معلنين استهدافهم إحدى السفن في بحر العرب بعدة طائرات مسيّرة، متعهدين في الوقت نفسه بالاستمرار في فرض الحصار البحري، واستهداف السفن كافة المرتبطة بإسرائيل سواء المتجهة إليها أو التي تتعامل معها، على حدّ تعبيرهم.


حفظ ماء الوجه

وجاء إعلان الحوثيين عقب عدة ساعات من ضربة أمريكية قاسية تلقوها، وبعد نحو أسبوعين وأكثر من انحسار عملياتهم العسكرية باتجاه الملاحة البحرية، ما يعتبره سياسيون وعسكريون، "محاولة من الميليشيا لحفظ ماء الوجه وتحسين الصورة التي لطختها كثيرًا الولايات المتحدة في هجومها فجر الخميس".

نائب مدير المركز الإعلامي للقوات اليمنية المسلحة المقدم صالح القطيبي قال إن "إعلان الحوثيين الأخير عن استهداف السفينة محاولة لتحسين صورتها، بدرجة أساسية، لا سيما بعد الضربات الأمريكية التي تلقتها قبل يومين، وهي تعلم جيدًا أن الضربات المقبلة من الأمريكيين أخذت بعدًا أخرًا".

ولفت القطيبي، في إطار حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "ميليشيا الحوثي عاودت الإعلان عن استهداف السفن بعد أسبوعين تقريبًا من الصمت وعدم القيام بأي استهداف، كما أن الغارات الجوية التي استخدمت فيها أمريكا نوعية طائرات عالية الجودة، أوجعت الميليشيا للغاية".

وأضاف: "هناك معلومات عن خسائر بالغة تكبدتها الميليشيا، ولا نزال نستقصي النتائج بخصوصها".

وذكر القطيبي: "اهتزت صورة الحوثيين كثيرًا أمام مناصريها ومؤيديها، وإعلانهم عن تنفيذ هجوم جديد لا يتعدى كونه مجرد تحسين لصورتهم التي اهتزّت أمام المؤيدين، لإدراك الميليشيا جيدًا أن الرد سيكون قاسياً عليها ولن تتحمله".

وأشار إلى أن "انحسار هجمات الحوثيين سيستمر إلى ما هو أبعد، وإن أعلنت غير ذلك، وفي حالة توجيه أي هجمات على السفن التجارية والناقلات النفطية، ستكون محدودة للغاية، وإلا فهي تعلم يقينًا ما الذي ينتظرها إذا ما تمادت".

الحد من التهديدات

بدوره، يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ياسر اليافعي، أن الضربة الأمريكية التي تلقاها الحوثيون عبر طائرات الشبح، ستحدّ من عملياتها ضد السفن التجارية، وستُقلّل من تهديداتها للملاحة الدولية، لكن دون إيقافها بشكل كامل، حسب قوله.

ويقول اليافعي: "لا أعتقد أن هذه الضربات ستقضي تمامًا على قدرات الحوثيين في استهداف السفن التجارية وتهديد الملاحة الدولية، خاصة أنهم خزّنوا الصواريخ والطائرات المسيّرة المهربة من إيران، في مواقع متعددة ضمن المناطق التي يسيطرون عليها".

ويضيف اليافعي: "قد تسهم هذه الضربات في الحدّ من تلك العمليات، لكنها لن توقفها بشكل كامل"، لافتًا إلى أنه "في النهاية، الحوثي ليس سوى أداة بيد إيران، وهي من تقرر".

وفي سياق حديثه لـ"إرم نيوز"، أشار اليافعي إلى أن "إعلان الحوثيين مؤخرًا عن استهداف سفينة باستخدام عدة طائرات مسيرة، يعد تأكيدًا على استمرار توجيهات إيران لهم بالتصعيد، مهما كان الثمن، كما هو الحال في لبنان".

ورجّح اليافعي أن "الحوثيين يهدفون من هذا التصعيد إلى الضغط لاستئناف مسار السلام في اليمن، الذي تعثر منذ بدء عملياتهم في البحر الأحمر، حيث يسعى الحوثيون من خلال تهديد الملاحة الدولية إلى تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية في الملف اليمني الداخلي، مستغلين تصعيدهم كورقة ضغط في المفاوضات".

تراجع

ومن جانبه، أشار الأكاديمي والباحث السياسي علي العسلي إلى أن "العمليات الحوثية ضد سفن الشحن التجارية تراجعت قبل استهداف طائرات الشبح لها، وتحديدًا عقب اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله".

وأضاف العسلي، لـ"إرم نيوز": "قد يتراجع عن استهداف السفن، وذلك راجع إلى التخوف من سياسة الاغتيالات التي انتهجتها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد قادة (محور المقاومة)، وليس إلى استهداف أمريكا لمواقع الحوثيين".

وعن إعلان الحوثيين مساء الجمعة تنفيذ عملية عسكرية ضد إحدى السفن، علق العسلي: "أعتقد أن إيران للحفاظ على موقعها وقوتها بعد تعرضها للضرر في لبنان، وضعفها في سوريا بسبب استهداف إسرائيل، وضعفها كذلك في العراق بسبب تواجد أمريكاا، أصبح لا يوجد لديها من أوراق للضغط سوى في اليمن، فهي ترمي بثقلها هناك لعلها تحسن شروطها وتستعيد قوتها في كل من لبنان وسوريا والعراق".

ومضى العسلي بقوله: "ولذلك مرشح أن يستمر الحوثي بالتصعيد طالما لم تصل أمريكا بعد لقياداته، وترسانته العسكرية لا تزال في مخابئها المحصنة".