في الوقت الذي تتغنى ميليشيا الحوثي بنجاحها في تهديد الملاحة الدولية واشعال صراع في منطقة البحر الأحمر وإدخال اليمن في حربٍ ومواجهةٍ مباشرةٍ مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أثارت الغارات الجوية والقصف الصاروخي الأمريكي البريطاني، هلعاً واسعاً في أوساط اليمنيين الذين سارعوا بعد ساعات من القصف لشراء وتخزين المواد الغذائية والمشتقات النفطية تحسباً لما ستجلبه الحرب من آثار اقتصادية كارثية وانعكاساتها على حياتهم المعيشية.
ومنذ صباح اليوم التالي للقصف الأمريكي البريطاني الذي استهدف العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة -فجر الجمعة- اتجه اليمنيون في مدن وقرى جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيا، لشراء المواد الغذائية الأساسية بكميات كبيرة بهدف تخزينها وتأمين احتياجاتهم للأشهر القادمة، كما شهدت محطات ومحلات بيع الغاز زحاماً لافتاً يشير إلى تصاعد مخاوف المواطنين من معايشة فصلٍ جديدٍ من الأزمات والمآسي التي لم تتوقف منذ انقلاب مليشيا الحوثي وسيطرتها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح.
مواطنون عبروا عن سخطهم من سياسة التأزيم التي تنتهجها مليشيا الحوثي، مؤكدين أن توجهاتها نحو الحرب وإقدامها على خوض معارك ضد الملاحة الدولية واستهدافها للسفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وإدخال اليمن في صراعٍ مع قوى دولية كبرى، يعكس مدى استخفافها بحياة الشعب اليمني ولامبالاتها بما ستخلفه حروبها من آثار كارثية على حاضر ومستقبل اليمنيين الذين تتعمد إدخالهم في صراعات إقليمية ودولية تستغلها لتعزيز سلطتها وإنجاح سياسة التجويع واستغلالها لقمع معارضيها.
وفي الوقت الذي أعلنت قيادات حوثية ابتهاجها بجر اليمن إلى مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا معتبرة أن تعرض اليمن للقصف انتصار منحها شرف مشاركة المعاناة مع سكان قطاع غزة، اعتبر مراقبين أن مزاعم مليشيا الحوثي في دعم غزة مجرد شعارات تستخدمها لتزييف الوعي وكسب التعاطف الشعبي، مؤكدين أن ما تنفذه المليشيا من عمليات عسكرية واستهدافها للملاحة في البحر الأحمر يتم في إطار سيناريو رسمته وتديره طهران التي تسعى لتوسيع الصراع مع الغرب ونقله من مضيق هرمز إلى باب المندب.
وفيما أكد سياسيون أن ما تقوم به ميليشيا الحوثي من استهداف للسفن التجارية في واحد من أهم ممرات الملاحة الدولية، ستكون له انعكاسات خطيرة على الموقف القانوني للجمهورية اليمنية واستغلال العمليات الإرهابية من قبل قوى دولية لمصادرة أحقيتها في حماية الملاحة في جنوب البحر الأحمر وباب المندب، أكد اقتصاديون أن حماقات الحوثي في البحر الأحمر ستكون نتائجها كارثية على الاقتصاد اليمني وعلى حياة الشعب اليمني الغارق في مآسي الحرب التي فرضتها عليه المليشيا منذ تسع سنوات.