اليوم فقط تحرك دم السيادة في عروق عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، وظهرت وطنيته فجأة ولأول مرة، بزعم محاربة الفساد الذي تمارسه الحكومة وأعضائها منذ اليوم الأول لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي في السابع من شهر أبريل 2022م.
وبينما كان عضو مجلس القيادة الرئاسي أبو زرعة المحرمي، يقوم بمكافحة الفساد الذي يمارسه رئيس الحكومة معين عبدالملك وباقي الوزراء في مؤسسات الدولة، طيلة الأشهر الماضية، ابتداء بمناقصات وقود الطائرات إلى معالجة عبث الإخوان بالبعثات الدبلوماسية والمنح الدراسية وملف الطاقة، والوظيفة العامة، كان النائب عثمان مجلي يقوم برحلات سياحية وسفريات نقاهة بين العواصم الأوروبية.
وطالب المحرمي والزبيدي في أكثر من تصريح صحفي سابق لهما، بضرورة إقالة الحكومة، إذ أكد أبو زرعة امتلاكه أدلة تثبت تورط معين عبدالملك بفساد هائل، ومع ذلك لم تتحرك مشاعر عثمان مجلي الوطنية والإنسانية على الوطن والشعب اليمني من فساد عبدالملك والاربعين حرامي، الذي تسببوا في إنهيار العملة الوطنية التي تعتبر السيادة الوطنية للشعب المطحون.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مذكرة رسمية من عضو مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي إلى الدكتور رشاد العليمي، يطالبه بإقالة ومحاسبة رئيس الحكومة والوزراء المتورطين بزعم تفريطهم بالثروات السيادية.
وأثارت مذكرة عثمان مجلي سخرية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، خصوصاً أن الرجل يطالب في المذكرة بمحاربة مشروع عملاق، وعدم الإستغناء عن شركة الاتصالات والانترنت التي تسيطر عليها وعلى إيراداتها مليشيا الحوثي منذ بداية الحرب في اليمن.
ولخص النشطاء مسرحية سيادة ووطنية عثمان مجلي، بمحاولة الرجل إفشال إنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة، شركة اتصالات جديدة في العاصمة عدن، منفصلة عن مؤسسة الاتصالات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وردا على مذكرة عثمان مجلي، قال الصحفي ياسر اليافعي، رئيس تحرير موقع "يافع نيوز" : يا عثمان مجلي #برلمان_الفساد_والفضائح لا يمكن ان يكون صوت للجنوب ومن يمثل الجنوب قادته وتضحياته وإنتصاراته، من المعيب ان يمثل الجنوب شوقي القاضي وحميد الأحمر الذي ترك كل ما يملك للحوثي وهرب، ومجموعة من الفاسدين الذين انتهت صلاحيتهم قبل سنوات طويلة للغاية وباتوا يشكلون خطر على المجتمع.
واضاف ياسر اليافعي :كل هذا الحنق سببه تشغيل شركة اتصالات في #عدن معقول كل هذا الحقد على عدن والجنوب.
وتساءل قائلا: ماذا فعل لكم الجنوب حتى تكونوا بهذا الحقد عليه، ياليت تطالبون بوقف ايرادات الاتصالات الى مليشيا الحوثي بدل الوقوف ضد استقلال قطاع الاتصالات في عدن بحجة السيادة التي انتهكها الحوثي والقرارات الدولية.
واختتم اليافعي تدوينته التي نشرها على منصة تويتر - إكس : تضعون انفسكم بمواقف بايخة مناصرة لشرعية منتهية لا تعبر عن الجنوب وتطلعاته.
وفي السياق ذاته، قال الصحفي المستقل سعيد عبدالله بكران رئيس دار المعارف للبحوث والاحصاء، في تدوينة على منصة تويتر - إكس، أن: لا مؤتمر سلطان البركاني وعثمان مجلي ولا اصلاح الاخوان كانوا شركاء الجنوبيين في معارك النصر والتحرير.
واوضح سعيد بكران أن : الامارات العربية هي اشتركت بدماء ابنائها ومقدرات جيشها مع الجنوب ولهذا من الطبيعي ان يكون شريك الحرب والنصر شريكاً في التنمية والبناء في كل المجالات اتصالات وطيران وفي كل مجال.
وأكد بكران: ما عرف الجنوب من المؤتمر والاصلاح الا الخراب والتكفير والقتل والغزو والظلم والتهميش .
واضاف: لولا التقدير الجنوبي للاشقاء في المملكة ماقبلنا بهذا العفش المتسخ حتى لكنس شوارعنا التي تخضبت بدماء الشهداء الذين قتلوا على ايدي هؤلاء القتله والفاسدين وبسبب مؤامرتهم مع الارهاب والحوثيين.
وتابع : اذا كان هؤلاء المرتزقة يرون الامارات عدواً لهم هذا شأنهم في شمالهم، فالجنوبيون يرونها حليفاً وشريكاً في الحرب والسلم.
وكشف الصحفي بكران في ختام التدوينة: وفي قادم الايام ستكون هناك المزيد من الاستثمارات الاماراتية والشراكات مع عدن ومنها لكل مناطق الجنوب.
أما الناشط فيصل عمر تحدث عن مذكرة مجلي من زاوية أخرى وقال : عضو مجلس القيادة عثمان مجلي الذي يتواجد في المانيا منذ ٣ اشهر يكتب خطاب الى رشاد العليمييريد ان يظهر حجم الانقسام والخلاف بينهم الذي ورد كلام كبير جدا الخطاب يوضح حجم الخلاف والانقسام وان ما يسمى مجلس القيادة ما يفرقه اكثر مما يجمعه.
وما يؤكد للمتابع للشأن اليمني، أن خروج عثمان مجلي بهذا التوقيت لمهاجمة مشروع إنشاء واستقلالية قطاع الاتصالات بشركة جديدة، بدافع حزبي لا وطني كما يزعم، هو تفاعل نشطاء و أبواق إخوان اليمن مع خطاب مجلي للعليمي.
وكشف زيف ادعاءات عثمان مجلي في مذكرته، والتغني بالسيادة الوطنية، تداول ناشطون وإعلاميو حزب الإصلاح، حتى الممثلين المحسوبين على الإخوان تداولوا المذكرة، في حين شهدت اليمن خلال الفترة الماضية أحداث دامية وحرب اقتصادية وانهيار صرف الريال اليمني، وكشف فساد حكومي بالجملة، كل ذلك لم يثير تفاعل الإخوان.
وفي سياق متصل، أكد نشطاء جنوبيون أن البرلمان اليمني بلا شرعية، سواء لوفاة أو انضمام أكثر من نصف أعضائه لمليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، موضحين أنه لم ينعقد مرة لتحقيق مصلحة للأبرياء.
وقالوا تحت هاشتاج "برلمان الفساد والفضائح"، أن البرلمان اليمني واحد من مؤسسات ليس لها أي وجود في الواقع ومهمتها الرئيسية تعطيل أي إجراء لحفظ الأمن والاستقرار في الجنوب.
ونبهوا إلى أنه مؤسسة تعيش في سبات دائم وتستيقظ إذا شعرت بتحرك يحرم مليشيا الحوثي، من مراكز نفوذها، محذرين من أنه كيان فاسد يخضع للحوثيين الإرهابيين ويعبر عن أجندتهم.
وأشاروا إلى أن غالبية نوابه يمثلون المصالح الشخصية والحزبية لأشخاصه، بعدما أصبح كيان مفرغ من جماهيرية وفاقد للشرعية الشعبية الانتخابية، ووصفوه بأنه منتهي الصلاحية منذ سنوات.
كما تساءلوا: "إلا يشعرون بالخجل من كل ما يجري من شرعنة دولية لمليشيا الحوثي وهم نائمون فلا يفيقون من النوم إلا فقط ضد أي مصلحة اقتصادية تخدم الجنوب؟".
مستنكرين تجاهل انتهاكات الحوثي، وتعذره الدائم بتشتت أطرافه وتفرقهم وعدم اكتمال النصاب، على عكس ما يحدث حين يتعلق الموقف بالجنوب.