اللافت في جديد المواقف للدول الغربية، لم تشر في بياناتها عقب اللقاء مع قيادات الإنتقالي ، للديباجة المعهودة دعم الحفاظ على وحدة اليمن ،مكتفية بالإشارة إلى إستقراره.
ومثل هذه التصريحات من دول تملك صناعة القرار الدولي ، ليست إعتباطية ولا تدخل ضمن تبريررات الدبلوماسية العربية التقليدية سقط سهواً ، تصريح هذه الدول تعكس الموقف السياسي لعواصمها ، وعادةً يتسم بالحصافة والدقة ووزن كل كلمة بميزان شديد الحساسية ، فهي إن ارادت جعل الفهم موارباً، تفعل ذلك بصياغات مفتوحة على التأويل ،في ما اللقاءات الأخيرة مع الانتقالي حملت رسالة واضحة الدلالة: إن الوحدة لم تعد اشتراطية ملزمة ، بل هي صيغة حكم ربما التطورات الأخيرة رمتها إلى خلف المتصارعين.
طبعاً على أهمية هذا الإغفال المتعمد ، إلا أن تحويله إلى سياسة معلنة ،تحتاج من الطرف الذي يقوم مشروعه على الانفصال إلى الكثير من العمل الخارجي، وفتح النوافذ الدبلوماسية وخرق الجدران المغلقة، ما يعني بأن تحويل النصر العسكري إلى مكاسب سياسية، يحتاج لحنكة وكفاءة وإعادة ترتيب البيت الممسك بالملف الخارجي، ترتيب يؤسس علىى الاحترافية المهنية لا توزيع الجوائز في شغل مثل هكذا مركز، يمكن أن يبهت أو يعزز ماحدث على الأرض.
إذا كانت الحرب شكل من أشكال الدبلوماسية ، فإن تخطي الانتقالي لهذه العتبة الحسم العسكري ، يحتاج إلى حصد المكاسب السياسية ،وتقديم سياسة مرنة في التعاطي مع مصالح الاقليم والعالم ، ككيان مندمج في السياسة العالمية، وإضافة نوعية في رسم ملامح شرق أوسط جديد آمن ومستقر.
خلص الانتقالي من معركة عسكرية هي الأسهل رغم طابعها العنفي المكلف ، لتبدأ معركته الأكثر تعقيداً وهي كيف تقدم نفسك كإضافة لا كقيمة ناقصة ومشروع دولة فاشلة.