#لمديري الأسبق...عندما لا تجد خيارآ سوي الانبطاح " لعيال جامل " على الأقل ابحث عن مكان نظيف لكي لا تتسخ بطنك!!
أحيانا يبلغ فينا الضجر حداً نفقد معه الرغبة في الكتابة ، ولكن حين نرى مدينتنا الحبيبة تعز و قد تعبت من حمل أوجاعها ، و ضاقت من طول حرمانها ، نصرخ عاليآ في وجه كل من تسلم مواقع المسؤولية فيها.. و كل من رفعوا الشعارات و التصريحات و اوهمونا باننا قادمون في المدينة على مستقبل واعد وحياة افضل لنا و لاجيالنا القادمة .. نصرخ في وجه كل من باع واشترى وتاجر بالشعارات الكاذبة والعمل لمصلحة المدينة..
أكتب لك هذه الرسالة مديري العام الأسبق - ليس بدافع الانتقام، ولكن بدافع الغضب والألم الذي يملأ صدورنا ، قد يكون ظنّي أنّ كلماتنا لن تصل إليك، وأن قلوبنا المثخنة بالجراح قد عجزت عن إحداث أي صدى في قلبك. ومع ذلك، سأحاول لأنّ الصوت الذي ينخر في صدورنا لن يموت...
من كان يُصدّق أنّ مدينتنا تعز ستدمر على يد من كان يبيعنا شعارات وهميّة؟ من كان يتصوّر أن قلوباً كانت تنبض بالأمل تحوّلت في عهدك إلى قلوب فارغة، خاوية من كلّ شيء إلاّ من الألم؟لقد فشلت في أن تكون حاكماً صالحاً، وبدلاً من أن ترفع من شأن مدينتك اخترت أن تتصدر المقدمة لجعلها نموذجآ سيء للإدارة الفاشلة الفاسدة .
انا هنا -مديري الأسبق- وعمدآ مع سبق الإصرار ..اكتب فقط اليك من أجل مصلحة تعز ، لأن تحت ضوء الحقيقة لا يبق للزيف سوى ظلّ قصير قد يطول عمر الكذب حين يملك منابر و وجوها متصدّرة، لكنه ينهار أمام كلمات صادقة تنبع من قلوب الناس. فالتاريخ لا يُكتب بأقلام المادحين ، بل بدموع المقهورين وصبر الصامدين. ومن يظن أن ذاكرة الشعوب قصيرة، فليتأمل كيف تحفظ الأرواح الوجوه المخلصة، وتلعن إلى الأبد باعة الوهم.
للأسف - مديري الأسبق كُنت آلة قمع لكل منتقديك لا تعرف سوى تلفيق التهم الكيدية ، وفبركت التعسفات الغير قانونية ، كُنت تظن أنّ البطش والشعارات الرنّانة الفارغة ستجعلنا ننسى انك ارتكبت ما لا يمكن مسحه من التاريخ، حوّلت مناطق حكمك في عهدك إلى جحيم، وشعبك في هذا الجحيم، يحاولوا أن يجدوا ما يربطهم ببعضهم البعض، رغم كل شيء، رغم الحواجز التي وضعتها بينهم .
هل تعتقد أن شعباً مثلنا سينسى؟ أعتقد أنّك على خطأ، لأنّ الحقيقة هي أنّ ما زرعته في أنفسنا من "مآسي و أوجاع " لن تزول مع الزمن، بل ستبقى حيّة في قلوبنا، لأنّنا لسنا مجرّد أرقام في إحصائياتك، نحن احرار ولدنا على هذه الأرض التي حافظ عليها آباؤنا لآلاف السنين.
إلاّ أنّنا رغم كلّ شيء، لا نطلب منك الاعتذار، لأنّنا ندرك أنّ من لا يعرف كيف يشعر بالندم، لن يستطيع أن يطلب المغفرة. لكنّنا نقول لك،في هذا الزمن الصعب، إنّ ما فعلته لن يبقى طيّ النسيان لقد أثبت لنا جميعاً أنّك لم تكن إلاّ جلاداً لشعبك ، ومبدداً لآماله وأحلامه .
لن نكون مجبرين على النسيان بعد اليوم، ولن نسمح باسترجاع نسخة طبق الأصل عنك. نحن الذين سيُسجّل التاريخ معاناتنا، لكن أيضاً صمودنا. هذا الشعب الذي انتفض بصدق في وجه ميليشيا الحوثي الإجرامية من أجل الحريّة ، سيبقى يطمح لحياة أفضل، بغض النظر عن كم من الصعوبات والمآسي سيواجه فهذا قدرنا.
#اخيرآ من قلب مجروح، ومن روح لا تزال تأمل بأنّ يوماً ما ستشرق فيه الشمس على مدينتنا تعز اقول لك مديري السابق : ستُحاكمك الأيّام، ليس بأيدينا، بل بالعدالة التي ستتحقق مهما تأخرت ، وكما كل شعب تعز الصابر ... فإنني أنتظر أن أسمع بأن كل فاسد طاله القانون مهما كَبُر حجمه وعلا شأنه، فليس هناك من هو أكبر وأعلى شأناً من الوطن ، و الشعب.
" والله غالب علي امره "
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )