"الحوثيراني وإسرائيل … حرب استنزاف بين طائرات لعبة وصواريخ عمياء.
العميد الركن محمد عبدالله الكميم
الكيان الإسرائيلي نفّذ ضربة جديدة على صنعاء وبعض المناطق، مستخدمًا القصف البحري والجوي مع حزام ناري قصير، وأكثر من 70 قنبلة في نصف دقيقة.
ضربة وُصفت بأنها "الأكبر من حيث عدد القنابل "، لكنها كانت أشبه بمشهد ألعاب نارية صاخب أكثر منها عملية عسكرية مفاجئة، خصوصًا أن وزير الدفاع الإسرائيلي سبق وأعلن عنها، فأفقدها عنصر المباغتة وحوّلها إلى عرض ناري بلا مفاجأة.
▪️ الضربة: صوت بلا عضّ
كثافة النيران أوحت للمشاهد أن شيئًا جللًا يحدث، لكن في الميدان لم يكن هناك سوى تدمير أبنية وأكوام من الركام وضحايا ابرياء بمعنى آخر: ضوضاء إعلامية كبيرة، ونتائج عسكرية محدودة.
▪️ الجراف… "الضاحية الجنوبية" بنكهة حوثيرانية
استهداف منطقة الجراف، التي تشكل رمزًا للميليشيات الحوثية، كان رسالة سياسية: "نستطيع الوصول إلى قلب رموزكم". لكن عمليًا؟ لم يتجاوز الأمر أكثر من صفعة معنوية، بلا أثر استراتيجي.
▪️ فارق القوة: تكنولوجيا متفوقة في مواجهة طيران اعمى
إسرائيل: تقصف بتقنية عالية، تنسّق بين البحر والجو، وتملك منظومات دفاع تحمي مدنها ووملاجئ لتأمين سكانها مع قدرة اختراق حوثيرانية بسيطة وقد تكون تلك الاختراقات مدروسة من قبل اسرائيل ومنضبطة من ناحية الأثر السلبي على اسرائيل لغرض كسب التعاطف العالمي واكتساب حق الرد المؤلم والدفاع عن النفس تحت شعار المظلومية بدون عواقب
الحوثيراني: يرد بطائرات مسيرة وصواريخ أقرب إلى "أسلحة عمياء"، تسقط في أي مكان بلا هدف محدد. أشبه بمن يغمض عينيه ويرمي حجرًا في العتمة.
النتيجة: إسرائيل تحمي مواطنيها، بينما الحوثيراني يزجّ باليمنيين في أتون حرب لا تعود إلا بالدمار على بيوتهم وأحيائهم.
▪️ الحوثيراني والحذر السلبي
بمجرد الإعلان عن الضربة، تحرك الحوثيون بسرعة نحو الدفاع السلبي: إخفاء المعدات، تبديل المواقع، تشتيت القيادات.
ولهذا، جاءت الضربة باهتة النتائج؛ دمار في الحجر، لكن القيادة سليمة، والآلة الحوثية ما زالت تعمل وتستعرض.
▪️ حرب استنزاف واستعراضات
ما يحدث اليوم ليس حرب حسم، بل مسرح استنزاف طويل:
الحوثيراني يستعرض بطائرات بدائية وصواريخ عشوائية، يبيعها للإعلام كـ"انتصارات".
إسرائيل تستعرض قوتها الغاشمة والتكنولوجيا، لكنها حتى الآن تعجز عن تحقيق الضربة القاضية.
وبين طائرات اللعبة والصواريخ الذكية، لا يربح أحد سوى الإعلام، بينما الخسارة الحقيقية يتحملها الشعب اليمني وحده.
🔸️الخلاصة:
الحوثيراني يقاتل بطائرات تُباع أحيانًا في مواقع التسوق الإلكتروني مع بعض اللمسات الايرانية، يطلقها ليقال إنه تحدى إسرائيل، بينما إسرائيل ترمي اليمن بالقنابل لتقول للعالم إنها حاضرة.
النتيجة: استعراض مقابل استعراض، حرب عبثية بلا مكاسب عسكرية، والخاسر الوحيد هو اليمن الذي يُترك بين صواريخ وطائرات عمياء وبين قنابل غاشمة.