آخر تحديث :الأربعاء-06 أغسطس 2025-01:41ص

بنزين الغش والتطفيف.. عدادات تسرق والضمير ميت

الثلاثاء - 05 أغسطس 2025 - الساعة 11:42 م

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


#الغش ، و التطفيف في مكيال محطات البنزين ، قضية ساخنة يتجدد جلدها كلما غابت عنها شمس الرقابة ومات معها الضمير.


أسواق محافظة تعز مليئة بالغش

و التدليس ، و البخس ، و التطفيف في المكيال فكلما نام الضمير أو مات ظهر الغش, والتطفيف و انتشرا دون حدود أو قيود ، ما دامت الأنفس المريضة بعيدة عن عين الرقيب المخلص..


حيث يعبث الغشاشون بعدادات مضخات البنزين لتعطي قيمة أكثر عن قيمة التسعيرة النظامية .. كما يتعمدون إضافة الماء ،او مادة القار أو الكيروسين أو الهواء.. أو غيرها من المواد غير الواضحة والرخيصة التي تضاعف اللترات ومعها الربح بنسبة كبيرة..


ثمة من يرى نفسه من اصحاب هذه المحطات أكبر من العدالة و لا يتعظ بأخطاء غيره.. في وقت استمرارهم في أعمالهم السوداء دون تأنيب ضمير ودون خوف من عقوبة. وفي الآونة الأخيرة لاحظ مواطنون وجود تلاعب في عدادات مضخات البنزين ، كما اكتشفوا بنزينآ مغشوشاً قد لوث خزانات سياراتهم وتسبب في عطلها، والغشاشون لا يبالون إلا بما يملأ جيوبهم... ويأكلون المال الحرام.


طرقت القضية واقتربت من أطرافها لاتعرف عليها عن قرب :

بداية التقيت بالضحية- أحمد سعيد- حيث قال: أنه تعرض لعملية غش في وضح النهار حيث تعطلت سيارته مباشرة بعد تعبئته البنزين من إحدى محطات الوقود فأدرك انه تعرض لغش وأن مشكلة سيارته تكمن في الوقود الذي ملأ به خزان سيارته حيث تبين له أن الوقود تم مزجه بمادة أخري عمدآ.. فأنهى الموضوع وديا مع صاحب المحطة بعد أن اعترف عاملو المحطة بالغش واستعد صاحبها لاصلاح السيارة وتعويضه.


والتقيت أيضا محمد حسن وقال: عبأت سيارتي من إحدى المحطات ولم ألحظ مؤشر الوقود إلا بعد مغادرة المحطة بثلاثة كيلومترات تقريبآ حيث لم يصل المؤشر إلى المنتصف فأدركت أن عامل المحطة ضحك علي و أوهمني أنه عبأ السيارة بالكامل وعندما عدت إليه أنكر رؤيته لي وأنكر تعبئته سيارتي.. فلم استطع إثبات الواقعة.. ووكلت أمري لله.


عامل في أحدي المحطات اشترط عدم ذكر اسمه كشف أن بعض المحطات ، تستخدم أسلوبآ يعرف بـ»الهواء»، بحيث تحتسب كمية كبيرة من اللترات قبل بدء ضخ البنزين في السيارات من خلال استخدام ما يعرف بتحريك العداد بالهواء أو التلاعب بقيم عداد المضخة ، هذه الحيل شيء من عدة حيل وأساليب ملتوية يقوم بها بعض العمالة، سواء بعلم صاحب المحطة أو دون علمه وهي تدر عليهم مبالغ كبيرة.


وفي السياق : لاقت حملة رقابية مفاجئة كشفت اليوم الثلاثاء عن تجاوزات جسيمة في الكميات المباعة و أسعار الوقود الرسمية ، ارتياحآ شعبيآ واسعآ ، و وصف عدد من ارواد التواصل الاجتماعي الحملة بالخطوة الحازمة نحو فرض القانون .


الناشط الاعلامي والحقوقي البارز #فوازالبكاري علق في منشور عنونه ( حين يموت الضمير وتغيب الرقابة يتحول الغش الى شطاره) بقوله : المواطن اليوم هو من يدفع الفاتورة ويتحمل المعاناه لوحده والسبب رقابة غائبة وتجار بلا ضمير ولا حسيب ولا رقيب .


مضيفآ " لسنوات طويلة ظل المواطن يتزود بالوقود وهو يجهل حجم الفاقد الحقيقي من حقه تحت عباءة الثقة والصمت لكن اليوم ومع فحص معيار التعبئة تبيّن أن غالبية المحطات تنقص من الكمية التي يتزود بها المواطن وقال : هذا ليس خطأً تقنياً عارضاً بل نمط متعمد لنهب ما تبقى في جيوب الناس.


وقال : ما يحدث في محطات تعز يكشف غياب الرقابة وضمور المساءلة وتغول المصالح الخاصة على حساب حقوق الناس متسائلآ : فاذا كان النقص في كل تعبئة فكم سرق منا عبر السنوات؟!؟وإذا كان الغش يُمارس بهذه الجرأة فكيف نمنح الثقة لمن لا يقدّرها؟!؟


مؤكدآ ان العدالة لا تُقاس بالكلام بل بالدقة في الكيل وبحفظ حق المواطن في كل قطرة يدفع ثمنها ، مثمنآ نثمن عالياً الجهود التي لمسها المواطن مؤخراً و متمنيآ استمرارها وتكثيفها حتى يصحى ضمير من لا ضمير له.


كما علّق صحفيون ساخرًين من أداء مكتب الصناعة والتجار بتعز بقوله: "على مكتب الصناعة أن يخجل من مجرد شعوره وكأن السلطة الرابعة ضرة له، فالتنميق اللفظي لا يغيّر وجه الفشل القبيح، والمواطن الغلبان ينتظر فقط أن يرى تاجرًا غشاشًا واحدًا يُحاسب".


كماوجه الناشط - طلال الشرجبي - نقدآ لاذعآ لمدراء فروع مكتب الصناعة في المديرية بقولة : الغش و التطفيف أمر لا يمكن قبوله أو تمريره ، و تفعيل مبدأ الرقابة الرسمية و تطبيق القوانين و الأنظمة ضدالمخالفين مطلب شعبي و جماهيري , فلا تجار ضبطتم ولا أسعار ثبتم ، و لا أفران ألزمتم ، و قوموا بواجبكم ومهامكم حتي لا تصبح المطالبة باقالتكم في حال استمرار تقصيركم مطلبآ شعبياً و جماهيرياً " أيضآ "فهناك من هو أجدر وأحرص على مصلحة المواطن منكم ، اشتحطوا يرحمكم الله .


اخيرآ : آن الأوان لوقف مهزلة الإدارة الفاشلة في تعز... الكيل طفح!!"، وسط تفاعل متسارع مع حملة الكترونية غاضبة تطالب بإقالة مدير عام مكتب الصناعة و التجارة بتعز ، وإحالته للتحقيق والمحاكمة، متهمين إياه بـ"الفشل الذريع والتواطؤ في استنزاف المواطن" عبر عجز مكتبه عن كبح جماح الأسعار.

" والله غالب على امره"

( محرم الحاج )

( محرم الحاج )