قبل أيام كنت في الغيظة عاصمة محافظة المهرة، واحتجت بدل فاقد لشريحة يمن موبايل ليسهل عليّ التواصل أثناء السفر. توجهت إلى أحد المحلات، وتم استخراج الشريحة بنفس الرقم، وكل شيء تمام.
لكن الصدمة كانت عند محاولة شحن الرصيد، حيث قيل لي: "ما تقدر تشحن إلا بسعر الشمال"، أي بأسعار مضاعفة! لأن الشريحة لم تتعرف على ابراج الجنوب، ولأني كنت محتاج للشريحة قلت اشحن وفعلاً شحن بسعر مرتفع.
رجعت عدن وقلت اجرب ادفع الفاتورة، لكن المفاجأة الثانية: "ما ينفع، لازم تشحن باقة شمال فقط"!
يعني بالله عليكم، إلى متى تستمر هذه المهزلة؟!
ليش ما يتم إنشاء شركة اتصالات جنوبية مستقلة في عدن وباقي المحافظات الجنوبية، تدر مليارات شهريًا وتخفف معاناة الناس، بدل ما نظل تحت رحمة صنعاء وشركاتها؟!
ملف الاتصالات في الجنوب لغز غريب:
حصة سوقية جاهزة وكبيرة.
دخل ضخم مضمون.
حاجة الناس ماسة.
ورغم كل هذا، لا توجد أي خطوات جدية لتحرير هذا القطاع!
هل يوجد فشل إداري أكبر من هذا؟
تُترك واحدة من أهم أدوات السيادة والاقتصاد والإيراد في يد من يحاربك سياسيًا ويخنقك اقتصاديًا ويقمعك يوميًا!
الجنوب بحاجة لقرار جريء… وإلا فالثمن سيظل يدفعه المواطن البسيط يومًا بعد آخر.
#ياسر_اليافعي