من مناظرات التسعينات ماقاله هيكل بأنَّ التيارات الإسلامية
لا تصلح إلا أن تكون عناصر مقاتلة، واذا حكمت فشلت حيث لا تملك أي فلسفة للحكم، فرد يوسف القرضاوي عليه في كتابه
(الإخوان المسلمون سبعون عامًا من الدعوة والتربية)
حاول القرضاوي حشد قصص ليس فيها سوى حشو الكلام
وذم كبير لمن لا يثقون بحكم تيار الإسلام السياسي ،
ذهب هيكل وذهب القرضاوي ، وتكشف مشهد حكم الاسلام السياسي ومقالبه، في بلدان كثيرة ، وكوارثه اللامتناهية،
اليمن إحداها فحكم الحوثي في صنعاء والاخوان في تعز ، يعزز أن هولاء لايصلحون لحكم قرية او حارة ،
ورغم ان تاريخ تيار الإسلام السياسي يقترب اليوم من مائة عام
الا انهم لم ينجحوا في الضم إلى صفوفهم رجل يحمل فلسفة سياسية أو شيء من هذا القبيل ولو بحده الأدنى ، بل لم تنجح الجماعة في إنتاج مفكر واحد ، كان سيد قطب قد حاول أن يكون فاستغرق وقته وجهده في غيبيات ودهاليز التاريخ الاسلامي واستجمع لغته وقدرته البيانية ليخرج بنتيجة واحدة أن المجتمعات كل المجتمعات كافرة وجاهلية وعلى الإخوان والفرقة الناجية مقاتلتهم ، وقبل سيد قطب وبعده أفرز تيار الإسلام السياسي سنة وشيعة قيادات ضعيفة العقل ثقيلة الدم ،
وابعد ماتكون عن العقل السياسي الوازن ، والسلوك السياسي الراكز، ليس ذلك فحسب بل إن أفكارها ومخرجاتها هشه خالية من الخيال والتصور السياسي الرشيد ،
ومن يستعرض سياق التاريخ واحداثه يجد جماعات وأحزاب وشخوص كانوا يفشلون في الممارسة السياسية لكنهم ينجحون في التنظير السياسي المتماسك ،وفي التاريخ الحديث شيء من ذلك في أوربا والغرب عموما وفي روسيا ايضا ،
لكن تيار الإسلام السياسي يفقد الاثنين معا التنظير المتماسك والممارسة الرشيدة ،
وخلاصة القول وفصل المقال
أنه من الخطأ الفادح بقائهم في مواقع الإدارة والقرار، ويجب إعادة تاهيلهم نفسيا وسياسيا قبل القبول بهم في هكذا مواقع تفسد على الناس معاشهم ومدنهم وربما أخلاقهم أيضا .