إسرائيل، بكل ما تملكه من تفوق علمي وتقني، تبقى دولة هشة عسكريًا لولا المظلة الأميركية التي تحميها.
هذه حقيقة لا تلغي تطورها، ولا تعفي حكومتها من مسؤولية ما ارتكبته من جرائم ومآسٍ في القطاع بلا محاسبة، مهما كانت مسؤولية الحركة المصنفة معها أيضًا.
والحرب الأخيرة هذه كانت كاشفة على نحو غير مسبوق، بعدما تلقت ضربات مباشرة من إيران في مشهد لم تعرفه من قبل.
وأكثر من ذلك، تلقت طهران صفعات عسكرية مرغتها في الوحل، بعدما شُلّ مجالها الجوي وقُتل أبرز قادتها العسكريين، إلى جانب تدمير مواقع حساسة في بنيتها النووية،
لكنها مع ذلك لم تُهزم تمامًا.
لماذا؟
في ميزان الربح والخسارة الخاص بنظام ديني ديكتاتوري، ومن زاوية ما (شرق أوسطية بالتحديد)، خرجت إيران وفي يدها أوراق لا يستهان بها.
- السلطة في طهران بتقديري لم تتصدع بعد،
- والمرشد الأعلى ظل في مكانه،
- بينما أثبتت إيران قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي بصواريخها التي لم تكن بدائية، ما دامت وصلت وما دام بعضها كان مزوّدًا برؤوس متعددة استطاع التفلت من كل بطاريات الاعتراض.
- كما أن مخزونها من اليورانيوم المخصب ومعرفتها التقنية -وهذا الأهم- ما زالا حاضرين في المشهد، ولم تتمكن الدولة العبرية ولا واشنطن من تحييدهما.
ومن ذلك نستطيع القول إن اليد التي هزمت إيران جوًا كانت أميركية في المعظم، أما اليد التي صفعت إسرائيل فكانت إيرانية خالصة.
بالتالي،
لا يمكن الحديث عن نصر حاسم ولا هزيمة مطلقة لأي منهما.
ما حدث كشف هشاشة في كلا الطرفين وعمّق الإحساس بأن هذا الشرق، بكل ما فيه من صراعات معلقة، ما زال بعيدًا جدًا عما من المفترض أن يصل إليه.