تساءل أحد الأصدقاء: لماذا يشمت البعض في النظام الخميني ولا يشمتون في إسرائيل؟
صاحب هذا السؤال يريد أن يثبت بأن اليمني الناقم على الخمينية متعاطف مع السهيونية، وهذا -لعمري- من عدم التوفيق والإنصاف.
السؤال بسيط.. والإجابة أبسط:
اليمني -وغير اليمني في بلدان عربية أخرى تضررت من النظام الخميني- يشمت بإيران كنظام لأنه تضرر منها مباشرة.
النظام الخميني ليس خصما بعيدا، بل مشروع دموي استهدف بلده طوال أربعة عقود عبر الميليشيات والسلاح والتقنية والأموال والفكر العنصري.
الخمينية مشروع استهدفه بشكل مباشر؛ قتله وشرده ودمر مدنه وزرع الفتن في مجتمعه ومزق دولته وهدد مستقبل أطفاله.
أما إسرائيل، فرغم عدوانها الإجرامي والوحشي على فلسطين، فهي لم ترسل قواتها لتنهب بيته في اليمن أو تقصف أو تفجر بيته وحيه الذي يعيش فيه، أو تدمر دولته باسم الدين.
ولهذا من الطبيعي والمنطقي أن يكره اليمني إسرائيل لأنها تعتدي على عربي مسلم مثله، لكنه سيحقد ويكره الخمينية التي استهدفته ألف مرة.
الشماتة هنا ليست موقفا نظريا، بل انفعال ناتج عن جرح مباشر.
تستطيع أن تكره إسرائيل تضامنا مع إخوتك، لكن من الطبيعي أن تكره وتحقد على النظام الخميني وتتمنى زواله لأنه استهدفك بشكل مباشر؛ طعنك، وسفك دمك ويعمل على تشييع مجتمعك.
خاصة وعدوان هذا المعتدي ما زال مستمرا عليك، وما زلت أنت وعائلتك تدفعون ثمنه حتى هذه اللحظة..!
بعيدا عن العاطفة والمثالية.. في وعي المظلوم، هناك فرق بين من اعتدى على جارك أو أخوك الذي يعيش بعيدا عنك ولا يقاسمك همومك، ومن اقتحم بيتك وقتل أولادك وما زال حتى هذه اللحظة يستهدفك ويريد تغيير عقيدتك.
الفلسطيني اليوم يشمت بالإسرائيلي لأنه تضرر بشكل مباشر منه، واليمني والسوري يشمت بالخمينية لأنه تضرر بشكل مباشر منهم.. هذا هو الوضع الطبيعي ويجب تفهمه وعدم القفز عليه.