آخر تحديث :الأحد-15 يونيو 2025-10:02ص

إيران عدونا الأول.. لا التباس في الموقف (اليمني تحديدًا)!

الأحد - 15 يونيو 2025 - الساعة 12:55 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


في خضم هذه العواصف التي تعصف بالشرق الأوسط، ومع انفجار الحرب بين إيران وإسرائيل، يقف اليمني المنهك بسؤال واضح لا ليس فيه (أو كما يجب أن يكون):

من كان سبب نكبته؟

من زرع السلاح في أزقته، والألغام في طول بلاده وعرضها، وقوض دولته، انقلب على كل شيء وأعاد الفكر المتخلف بثوبه الطائفي القديم الجديد ذاته؟

الإجابة، دون مواربة، هي إيران.

هل هناك غيرها؟

لا.

وأنصار الشيطان أمامكم، وتعرفون الذي يفعلونه تمام المعرفة.

فمن يقف إلى جانبها إذن؟

بأي حق؟ بأي معنى؟ وبأي لغة؟


لم يعرف اليمني حربًا من إسرائيل، لكن عرف الجوع والخوف والانفجارات والدمار على يد جماعة مسلحة تقاتل تحت راية "أنصار الشيطان"، وهي أداة صريحة لولاية الفقيه.

منذ أن دخل السلاح الإيراني البلاد، انتهت فكرة الدولة وبدأ زمن السلالة والمليشيا.

من هنا، لا يمكن لأي ضمير يمني حر أن يتردد في تسمية عدوه الأول: إيران.

أم ماذا؟


نحن لا نمجد إسرائيل، ولا ننسى الجرائم التي ارتكبها نتنياهو في القطاع، لكن علينا أن نكون أوفياء للحقيقة المُرّة مهما كانت موجعة: ما كان لأنصار الشيطان أن يفعلوا كل ما فعلوه باليمنيين واليمنيات لولا الإسناد العسكري والأيديولوجي القادم من طهران.

أم هناك كلام غير هذا؟


بالتالي،

كل ضربة تُوجّه إلى النظام الإيراني ليست شأنًا خارجيًا معزولًا عن قضايانا، إنما هي معركة في صلب المعركة التي تعنينا تمامًا.

إيران ليست مجرد دولة ذات أطماع إنما هي مشروع تخريبي عالمي لا يعرف حدودًا ولا يعترف بسيادة، وكل من يدور في فلكها – من صعدة إلى الضاحية – إنما يسير على خطى تدمير الشعوب لحساب "الولي الفقيه".


فلم يعد في الموقف أي التباس:

من يقف مع إيران من اليمنيين، فلا بد أن يكون، إما سلاليًا يرى في نفسه "حقًّا إلهيًا" في الحكم أو عبدًا للفكرة السلالية ذاتها، مهما حاول إخفاء ذلك بشعارات وطنية أو دينية.

فإما أن تكون مع الدولة والجمهورية والحرية، أو تكون مع إيران.

لا يوجد خيار ثاني أبدًا.

ولا مجال للملططة كل مرة.


نحن لا نواجه طائفة أو دينًا ولا نكترث لأصول الناس ومذاهبهم، إنما نواجه مشروعًا دمّر الدولة وسرق التاريخ وأنهى الكرامة وأجهز على الحاضر، وفوق ذلك كله، وبناء عليه، يمنع -بالتأكيد- أي مستقبل.

من هنا، فإن كل معركة موجهة ضد النظام الإيراني فهي – في جوهرها – حدث ينتصر لقضية اليمنيين الذين سقطت جمهوريتهم، وتشوهت حياتهم، بسبب أذرع طهران.


وهذه ليست لحظة ترف،

إنها لحظة وضوح أخلاقي لا يحتاج شرحًا.