آخر تحديث :السبت-14 يونيو 2025-12:49م

لعنة العرب على إيران .. نهاية مشروع الخراب الطائفي

الجمعة - 13 يونيو 2025 - الساعة 10:31 م

نزار الخالد
بقلم: نزار الخالد
- ارشيف الكاتب


ظليت ساعات محتار عن ماذا اكتب حتى تفاجئت بماسج من الزميلة الصحفية اللبنانية لبنى حبحاب تطلق هذه العبارة "لعنة العرب على إيران .. نهاية مشروع الخراب الطائفي" ففتحت لي باب المقال لاتحدث عن الاحداث من زاوية قومية و فرصة اتحدث عن قلب الجغرافيا العربية، والذي تنبعث اليوم من بين ركام الحروب ونيران الفتن أصوات الشعوب العربية الحرة، ترفع راية الحقيقة في وجه محور الشر الذي مزّق البلاد وأغرقها بالدماء. إن ما يحدث اليوم من متغيرات جذرية، وعلى رأسها الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، هو في جوهره ليس سوى نتيجة طبيعية لتآمر طويل قادته طهران ضد الأمة العربية، ومعها تل أبيب وواشنطن، في أخطر تحالف خفيّ مزّق أوصال وطننا العربي.


والحقيقة ان إيران.. رأس الأفعى منذ قيام نظام ولاية الفقيه، لم تُخْفِ طهران أطماعها التوسعية، ولم تترك فرصة إلا واستثمرتها في زرع الفتنة الطائفية وبناء مليشيات تدين لها بالولاء بدل الأوطان. فبينما كانت الشعوب العربية تحلم بالتنمية والكرامة والسيادة، كانت إيران تعمل بهدوء وخبث لتشييد مشروعها الطائفي الذي يقوم على الهيمنة من خلال الوكلاء: الحوثيون في اليمن، الحشد الشعبي في العراق، حزب الله في لبنان، ونقل مليشياته الى سوريا، وخلايا نائمة أو نشطة في مصر ودول الخليج.


لم يكن ذلك الدعم "نُصرة للمستضعفين" كما تدّعي إيران، بل كان تدميراً ممنهجاً للهوية العربية، وإحلالاً للولاء الطائفي محلّ الانتماء الوطني. فاليمن، مهد الحضارة، تحوّل بفعل التدخل الإيراني إلى ساحة حرب وجوع ودمار. والعراق، بلد العلماء والحضارات، تمزق بين المليشيات. وسوريا، درة المشرق، تحولت إلى أطلال، ولبنان إلى رهينة بيد حزب عميل. حتى مصر، التي أحبطت المشروع الإخواني، لم تسلم من محاولات الاختراق والتخريب.


و ندرك تمام التحالف الخفي: إيران – أمريكا – إسرائيل ضد العرب قد تبدو المفارقة غريبة، لكن العدو الظاهر ليس بالضرورة هو العدو الأخطر. ففي كواليس السياسة، كثيرًا ما التقت مصالح إيران مع أمريكا وإسرائيل، تحت الطاولة تارة، وبالواسطة تارة أخرى. كيف نفسر التغاضي الأميركي عن تمدد النفوذ الإيراني في العراق؟ أو عن جرائم الحوثيين في اليمن؟ كيف نفهم الصمت الدولي عن ممارسات حزب الله، بينما تُشيطن قوى المقاومة الوطنية العربية الحقيقية؟ أليس هذا هو التواطؤ بعينه؟


وإسرائيل، التي تدّعي اليوم أنها تقصف إيران انتقاماً، كانت ولا تزال المستفيد الأول من تمزيق الدول العربية. فما من حرب أهلية أو انقسام طائفي في الوطن العربي، إلا وكانت طهران تلعب فيه دور المخرّب، وتل أبيب دور المحرّض، وواشنطن دور المتفرج أو المستفيد.


ان الضربة الإسرائيلية.. هى لعنة العرب على طهران وعليها ان تدرك ذالك فاليوم، وبينما تتوالى الضربات الجوية ضد مواقع عسكرية إيرانية، لا نراها فقط في سياق صراع إسرائيلي – إيراني، بل نراها كـ لعنة متأخرة لدماء الشهداء العرب التي سالت على يد وكلاء طهران. إنها لعنة صنعاء وعدن، ولعنة بغداد وكربلاء، ولعنة حمص وحلب، ولعنة بيروت التي اغتالها "الانفجار الكبير".


كل تلك الأرواح الطاهرة، من المدنيين والعسكريين والصحفيين والأطفال، تسكن الآن ذاكرة كل حر عربي، وتشهد أن إيران لم تكن يومًا "دولة مقاومة"، بل دولة انتقام وثأر تاريخي بغيض. وها هي اللعنة تعود إلى مرسلها، وسيسقط المشروع الإيراني كما سقطت مشاريع الطغاة من قبله.


إن ما نشهده اليوم ليس فقط بداية النهاية لإيران، بل استفاقة عربية جديدة. فالشعوب العربية باتت تعرف عدوها جيداً، ولم تعد تُخدع بالشعارات الجوفاء. ولم يعد من المقبول التغاضي عن دور المليشيات التابعة لإيران في نشر الخراب، أو عن خيانة الحكومات التي تتستر على هذا التغلغل.


لقد حان الوقت لاستعادة الوطن العربي من براثن العمالة والدمار. وهذا لن يتم إلا بتوحيد الصف العربي، ودعم مقاومة الشعوب ضد الاحتلال الطائفي، وتجريم الولاء للخارج على حساب الأوطان.


اليمن أولاً… والعودة قادمة


من بين كل الساحات، يظل اليمن أكثر من دفع الثمن. بلد الحضارة والتاريخ تحوّل إلى مسرح لجرائم الحوثيين بأوامر إيرانية، وقتل المئات من أطفاله، وشُرّد الملايين من نسائه ورجاله. لكن اليمن لن ينكسر. اليمن سيعود، سيخرج من تحت الرماد كما فعلت مصر دائماً، وكما فعل العراق وسيفعل لبنان وسوريا. وسيكتب التاريخ أن الشعوب العربية، رغم الجراح، انتصرت على مشروع الخراب الإيراني – الأمريكي – الإسرائيلي وها نحن نرى قادتهم يقتلون في جحورهم اما قادتنا اعزهم بالشهادة رافعين رؤوسهم في عنان السماء.


وفي نهاية المطاف، تبقى الحقيقة راسخة:

لا مكان للفتنة في أرض العروبة

ولا بقاء لأعداء الشعوب مهما طال الزمان.