أغلى هدية من قطر في الحاضر وعمان في الماضي، وأرخصها من على صالح، وأطرفها من سلطان بروناي.
يتلقى رؤساء وملوك العالم هدايا حيث تعتبر جزءً من الدبلوماسية الناعمة، لكن هدايا الولايات المتحدة، و مسؤوليها هي الأكثر جدلًا. فعندما يتلقون هدايا من شخصيات أجنبية ومشاهير، يسلط الإعلام الضوء وتثار مسألة الشفافية. لكن هناك مجموعة من الهدايا أثارت جدلًا أوسع من المعتاد، نمر على بعضها.
هدايا سلطنة عمان
في عام 1840، أرسل سلطان عمان السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي هدايا ثمينة للرئيس الأمريكي مارتن فان بيورين عبر السفينة "سلطانة" التي تعتبر أول سفينة عُمانية تصل إلى نيويورك. أبحرت السفينة من مسقط إلى نيويورك في 30 أبريل 1840م، قاد الرحلة أحمد بن النعمان الكعبي، وكان طاقم السفينة يتكون من 56 رجلًا بما في ذلك الضباط العمانيين ومرشد بحري إنجليزي. وكان يومًا تاريخيًا حيث شاهد الأمريكيون أول وفد من الجزيرة العربية.
الهدايا المقدمة
مجموعة من الهدايا الثمينة التي قدمت للرئيس فان بيورين، ومن بينها:
حصانين عربيين أصيلين
عقد من اللؤلؤ
لؤلؤتين كبيرتين
120 قطعة من الأحجار الكريمة
سبيكة من الذهب الخالص
سجادة حريرية فارسية
عباءات كشميرية
سيف مرصع بالذهب
زجاجة عطر فاخرة
مجموعة مصكوكات ذهبية وفضية بمصنعية يمنية عالية الجودة
واجه أحمد بن النعمان الكعبي صعوبة في تسليم الهدايا بسبب القوانين الأمريكية التي تمنع قبول المسؤولين للهدايا الثمينة. كان رد الحكومة الأمريكية هو عقد مناقشة حول الموضوع، مع الكونجرس، وقد تم اتخاذ قرار ببيع الهدايا في مزاد علني. وتم استخدام العائدات لصالح الحكومة الأمريكية. وقد أثارت هذه القضية بعض الجدل في ذلك الوقت، حيث اعتبر البعض أن بيع الهدايا في مزاد علني يعتبر إهانة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
تاريخيًا، تعتبر الهدية العمانية الأكثر قيمة، فلا يفوقها سوى الهدية القطرية هذا الأسبوع للرئيس ترامب بالقصر الطائر أو ما يسمى الطائرة الرئاسية التي قيل إن قيمتها تجاوزت 400 مليون دولار.
بعض هدايا الرؤساء خارج هديا العربان كانت تثير الجدل ليس لقيمتها بل لنوعها أو ظروف الحصول عليها، ومنها على سبيل المثال:
أراد الرئيس جورج واشنطن، الأب المؤسس لأمريكا، "بغلًا" فقد كان يعتقد أن التهجين بين الحمار والحصان سيحدث ثورة في الزراعة في الولايات المتحدة باعتبار "البغال أقوى من الخيول". لكن الحصول على بغل كان أكثر تعقيدًا مما قد يعتقده الرئيس جورج واشنطن، خاصة وأن النوع الذي تريده واشنطن لم يولد إلا في إسبانيا، ولم تكن العلاقات حسنة. انتقلت الكلمة إلى ملك إسبانيا، الذي شحن إلى واشنطن بغلًا إسبانيًا، ووصل بالفعل إلى الأراضي الأمريكية كهدية ملكية إسبانية.
الرئيس أندرو جاكسون كان يحب الجبن، ولم ترسل له بلدي شمير في اليمن مديرية مقبنة بعضًا مما تنتج من أنواع الجبن، حيث كان سيبدي اندهاشه. لكن في عام 1835، قدم مزارع ألبان من نيويورك للرئيس "قطعة من الجبن"، تزن 1400 رطلًا مزينة بالشعارات.
في عام 1862، قدم ملك سيام (تايلاند حاليًا) لرئيس الولايات المتحدة أبراهام لنكولن، هدية غريبة عبارة عن أفيال حية.
ومن بين الهدايا الغريبة أيضًا، تلك التي تلقاها الرئيس هاري إس ترومان في عام 1947، والتي تمثلت في صالة بولينج ذات مسارين بمناسبة عيد ميلاده...
ومن ذلك ..
باندا نيكسون، عندما ذكرت السيدة الأولى باتريشيا نيكسون، بشكل عابر، في عشاء عام 1972 في بكين، أنها مولعة بالباندا العملاقة، اعتبرها رئيس الوزراء الصيني تشو إنلاي بمثابة تلميح. وأرسل اثنين من الباندا العملاقة إلى نيكسون بعد فترة وجيزة. عاش لينغ لينغ وهسينغ شينغ في حديقة الحيوان الوطنية التابعة لمعهد سميثسونيان لمدة عقدين آخرين.
هناك هدايا جديرة بالذكر منها
الرئيس الروسي اهدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "كرة قدم"، وهي إحدى كرات كأس العالم 2018، معلقًا على هذه الهدية بأن الكرة الآن سياسيا في ملعب الرئيس الأمريكي..
كذلك أهدى بوتين إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، سلاح كلاشنكوفAk-47 ، أثارت اهتماما واسعاً حول دلالتها ومعانيها الرمزية
واهدى لملك البحرين جوادا أصيلا فاز بلقب بطل العالم في مسابقة عام 2015م
كما أهدى بوتين إلى رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو نسخة نادرة من كتاب حروب اليهود كتب في عام 1500م تقريبا .
ومن أشهر الهدايا
أشهر الهديا الأحجار الصغيرة من سطح القمر التي أهداه الرئيس الأمريكي نيكسون للرئيس المصري جمال عبد الناصر
أوباما الأوفر حظًا في الهدايا،
تلقى اوباما هدايا ذهبية ونادرة من ملك المغرب، كما تلقى قائمة لهذه الهدايا من الملك عبدالله في السعودية، ومنها مسدس من الذهب الخالص، وسيف من الذهب المرصّع بالألماس والحجارة النادرة، و25 ساعة يد كلها من الألماس. ترامب لاحقًا تلقى نفس الهدايا، أكثر من 150 عباءة مرصعة بالأحجار الكريمة بمقاسات مختلفة.
هدايا أخرى
حذاء أوباما: في عام 2014، أراد رئيس الوزراء الأسترالي وقتها توني أبوت، إظهار إعجابه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، فأرسل إليه لوحًا طويلًا للتزلج على الماء.
كذلك تلقى أوباما هدايا ثمينة من قطر أثارت جدلًا في البيت الأبيض وتم توثيقها، وهي تمثال ذهبي لطائر الصقر، وإطباق ذهبية وفضية، ومجموعة تحف ذهبية.
الهدايا الرخيصة..
هناك هدايا رخيصة لكنها لفتت الانتباه ودفع المسؤولين ثمنها واقتنوها، على سبيل المثال:
اشترت تيريزا هاينز كيري، زوجة جون كيري، طقم مجوهرات من الفضة، تبلغ قيمته 425 دولار، كان قد قدمه إليها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.
اشترى أوباما سجادة من سفير أذربيجان في واشنطن، بقيمة 7 آلاف دولار، دفع نصف ثمنها، وأعمال فنية أخرى جميلة بقيمة 4 آلاف دولار من الرئيس التنزاني، فضلاً عن كرسي من رئيس وزراء سنغافورة.
قضايا مثيرة للجدل
ومن القضايا التي أثارت جدلًا لبعض مسؤولين ووصلت إلى المحاكم قضية أولسون، رئيس القنصلية الأمريكية في باكستان، حيث حصل على هدية من حاكم دبي بقيمة 60 ألف دولار. لم يبلغ أولسون عن الهدية كما يقتضي القانون، وادعى أنها كانت لعمته، كما تلقى مبالغ باهظة من قطر. قضيته وصلت المحكمة وحكم على أولسون بالسجن لمدة ستة أشهر بعد اعترافه بالذنب بالعمل مع الحكومة القطرية وتلقيه هدايا.
لوائح الهدايا الأمريكية..
يُذكر أن الهدايا التي تتجاوز قيمتها 390 دولارًا لا يحق للرئيس الاحتفاظ بها بموجب اللوائح الحكومية التي تحظر على أي موظف بالحكومة الاتحادية -بما في ذلك الرئيس- قبولها وتؤول إلى وحدة هدايا البروتوكول التي بدورها ترسلها إلى الأرشيف الوطني لتقدير قيمتها ووضعها بالسجل العام وتخزينها لحين عرضها في مكتبة الرئيس المستقبلية بعد تقاعده.
هدايا رؤساء أمريكا للعرب
الجدير بالذكر أن بعض رؤساء أمريكا أهدوا بعض الرؤساء والملوك العرب هدايا خفيفة رمزية، باستثناء هدية واحدة غالية الثمن وكانت من نصيب الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، حيث أهداه الرئيس فرانكلين روزفلت بمناسبة لقائهما التاريخي في البحيرات المرة قرب قناة السويس طائرة مدنية، بعد أن نقلت مدمرة أمريكية الملك من جدة إلى هناك بحرًا. في البداية رفضت سلطات أمريكا اعتماد هدية لأنها غالية الثمن، لكن الدكتور هاري سنايدر المستشار الأمريكي صاحب الفكرة استطاع إقناعهم. وصلت الطائرة إلى جدة عام 1945م واستلمها نيابة عن الملك الأمير منصور بن عبدالعزيز.
أطرف الهدايا
ومن أطرف الهدايا، حبتي البطاطس التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لنظيره الروسي سيرجي لافروف.
ومنها أيضًا، أهدى سلطان بروناي لأوباما إبريق شاي على شكل طائر البطريق، ويمكن لأي شخص العثور على واحد مثله على موقع التسوق "أمازون" ب47 دولار.
وتبقى الحكاية حكاية يا عربي.