في السياسة نادراً ما تتوافق المصالح مع المواقف والتصريحات، لكون المصالح هي من تحرك السياسة، والمواقف والتصريحات تظهر جزء بسيط من ملامح العلاقات بين الدول المبنية على المصالح، فقد تجد مواقف وتصريحات مناهضة في صراع ما ولكن في الختام تتحد النهائيات حسب المصالح، وأيضاً يظهر اختلاف المصالح حتى على مستوى الحلفاء فيما بينهم والذين لهم نفس المواقف والخطاب من قوى مناهضة لهم، فعلى سبيل المثال مواقف وتوجهات وخطابات مجموعة بركس بقيادة الصين وروسيا مع ايجاد عملة جديدة ووقف التعامل بالدولار في شراء النفط والتبادل التجاري وغيرها، ولكن مصلحة الصين تختلف مع روسيا في هذا الشأن لكون معظم مبادلات الصين الخارجية تتم بالدولار، وأيضاً معظم الاحتياطي النقدي الصيني بالدولار، واحتياجها النفط يتطلب بقاء التعامل بالدولار لكونها أكبر مستورد في العالم له.
ومثل ما العبرة في الخواتيم في الرياضة وغيرها، فهي أيضاً في السياسة، حيث أن العبرة في الخواتيم وليس البدايات، فكثيراً ما تكون البدايات جميلة ومعلق عليها آمال كبيرة، ولكن تراجع الأداء قد يجعل النهاية عكس البدايات.
والتجارب العربية خير شاهد على ذلك، فقد أسقط نظام صدام في العراق، وسقط نظام القذافي في ليبيا وحتى اليوم لم نشهد الخواتيم، وبقدر ما تشكله احداث سوريا التي شهدت تحول ذات بدايات يعلق عليها آمال، فإنه لا يستبعد أن يغدوا الوضع في سوريا بعد سنوات مشهد مكرر من العراق وليبيا، والأمر متعلق بالاداء خلال المرحلة المقبلة.
#فتاح_المحرمي
2 فبراير 2025