آخر تحديث :الأحد-15 ديسمبر 2024-12:11ص

وجع الغربة والمنافي والبدايات الجديدة

الأحد - 10 نوفمبر 2024 - الساعة 11:09 م

عبدالستار سيف الشميري
بقلم: عبدالستار سيف الشميري
- ارشيف الكاتب


المغتربون والمنفيون ممن تفرقوا من أبناء سبا خلال سنوات الحرب واستقروا في بلاد كثيرة، يحصون اعمارهم كل صباح وما تسرب منها عبر حواف الزمن،

متلازمة الفقد ومحاولة النسيان وصراع الذاكرة هي الشعور النفسي اليومي،

ومع كل لقاء يجمع شلة أو لفيفا منهم، يتبادلون على عجل وحيرة الهمسات والنظرات عن حال الوطن والامل المفقود،

بعض الذين يجمعون بين الغربة وانعدام فرص العمل والعيش الكريم هم الاشقى والاتعس حالا،

تعرفهم بسيماهم حيث ملامح الوجوه توشك أن تذوب،

يبحثون عن خبر يطل عليهم كالفجر يخبرهم أن هناك بشرى قريبة، ويزدادون قهرا عندما يكتشفون ان كل البشارات سراب وليس امامهم خيار الهرب إلى واقع آخر، اين المفر؟ وكل بلدان العالم تنظر للجواز اليمني بتوجس وحذر،

لكن لا تخلوا قاعدة من استثناء، فقد نجح البعض في اكتشاف بدايات جديدة في اوطانهم البديلة،

لقد نحتوا الصخر نحتا ولا يزالون، اسطاعوا شق طريقا جديدا لكنه لم يكن على مهد سأكن، بل ممتلئ بالصعاب،

فقد منحتهم بعض بلاد الغربة فرصة البداية،

وغالبا ماتكون البدايات مكلفة،

خلاصة الامر..

هناك مايقارب خمسة مليون يمني تشردوا خارج الوطن

على الأقل في السنوات العشر العجاف،

منهم من اختط طريقا وكتب له النجاح،

ومنهم من يرى ان نهايته تكتب،

وكلاهما يحمل الوطن في قلبه وبين يديه،

يريد العودة أن أستطاع ..

فالعودة لا تعني فقط الرجوع ولكن مابعد الرجوع في ظل انعدام العمل وسبل العيش الكريم،

فاحيانا يكون الوطن اغتراب من نوع آخر ويكون المهجر وطنا إذا توافرت ابجديات الحياة بكرامة،

والغريب ان الذين في الداخل يحلمون في الخروج ،

وان من خرجوا يحلمون بالعودة،

يحسد القابعون في الوطن الذين استطاعوا الفرار،

بالمقابل يغبط الذين خرجوا قدرة من هم في الوطن على البقاء، وكلاهما على عذاب مبين،،،،

تصبحون على وطن

والى لقاء قريب

عبدالستارسيف الشميري


-