آخر تحديث :السبت-07 سبتمبر 2024-12:33م

منارة نقشوم وقرون قائفة ستسقط صومعة كهنة الآل!

الثلاثاء - 13 أغسطس 2024 - الساعة 12:22 ص

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


اُستخدمت مآذن المساجد قديماً كـ مراكز لإبلاغ وإعلام المجتمع، وكـ منابر لتبليغ بيانات الدولة، وكمنافذاً لإيصال صوت الأذان إيذانًا بدخول وقت الفرائض، واُستعملت كـ منارات مضيئة لإنارة ما حولها، وكـ معالم لهداية المسافرين براً وبحراً؛ ولكن دورها الوظيفي تحول كلياً في عهد الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة، لتصبح أبراجاً لقنص أبناء نقشوم (البيضاء)، ومتارساً لاستهداف قرية "حمة صرار"، ومنفذاً لإيصال العزاء إلى كل بلاد قيفة، وقعراً مظلماً لإطفاء شمعة الحياة في أراضِ بيضاء حَصِى، ومتاهة لمحاولة تضليل وإيهام أحفاد سرو مذحج!.

يهدف انتشار النقاط الأمنية في الطرقات العامة وفي مداخل المدن الرئيسة إلى حماية المواطنين، وتأمين الطرقات، وتجسيد النظام، وحفظ الأمن العام، ومنع وقوع الجريمة؛ ولكن النقاط الميليشياوية الإجرامية الكهنوتية انتقلت إلى مداخل القرى؛ وذلك لمحاصرة أهلها، وقطع طرقها، وهتك النظام فيها، وزع القلق بين قاطنيها، وممارسة أبشع الجرائم بحق أبناء أرضها!.

ما حدث مؤخراً من استهداف لإحدى قرى عزلة قيفة "حمة صرار" ليس بجديد، كما أن استهداف محافظة البيضاء عامة -وبلاد قيفة خاصة- ليست وليدة اللحظة، بل هو امتداد تاريخي للصراع ما بين أحفاد سبأ وحِميّر، والكهنوتية السلالية البغيضة، فقد استعانت الكهنوتية بالمماليك ضد الطاهريين، وطلب أمام السلالية من المحتل في جنوب الوطن القبض على حفيد سبأ وحِميّر (الرصاص) وتسليمه وإيداعه سجن صنعاء. ورغم كل تلك الاستهدافات الممنهجة ضدها (تاريخياً)، إلا أنها لم تستكن وقامت بالعديد من الثورات ضد تواجد عكفة السلالية، وتلقى كهنة الآل العديد من الهزائم على أيدي أبنائها، ولم يستقر حكم الكهنة فيها، وكان لها أدوار تاريخية مشهودة في إسقاط حكم الأئمة البغيضة.

ولا غرابة في ذلك، من سفوح جبال بلاد قيفة تفوح حضارة سبأ وحمير، ولم تخضع يوماً للاحتلال الخارجي، ولم تذعن تاريخياً لـ حكم الكهنوتية السلالية. أرضها أرضاً ضاربة في أعماق التاريخ، تحتضن الكل وتتقبل الجميع وتتعايش مع القاطبة، إلا أنها كـ البحر تلفظ جيفة مشروع الإمامية البغيضة، وتقذف بعيداً قفازاتها القذرة.

وللتذكير، بعد استيلاء الكهنوتية السلالية على العاصمة السياسية، كان جل تركيزهم على محافظتي البيضاء ومأرب من خلال وضع شروطها في الملحق الأمني بوثيقة ما تسمى "السلم والشراكة"؛ لإلصاق التهم ضد أبناء الأرض التي من شأنها إثارة الجانب الإقليمي والدولي، وفي مضمونها تسهيل محاربة أبناء الأرض تحت مبررات متعددة؛ وكل ذلك بهدف تبييض جرائمهم لاحقاً.

أما في العشرة العقود الأخيرة، فقد نالت محافظة البيضاء ما نالته من بشاعة وإجرام الكهنوتية السلالية وقفازاتها، عبر إتلاف العديد من المزارع ونهبها، وتدمير مضخات الري، ومحاصرة القرى ومنع الدخول والخروج منها، وقصف عزلها ونواحيها بمختلف أنواع الأسلحة والمسيرات، واقتحام المنازل وقتل النساء، وتفجير البيوت على رؤوس ساكنيها، واختطاف كبار قومها، والعديد من جنايات القتل والقنص والاغتيالات والاعتقالات والاخفاءات القسرية في صفوف المدنيين.

ورغم كل الجرائم -السابقة والحالية- بحق أبناء محافظة البيضاء، إلا أنها خرجت مؤخراً أصوات نشاز، وهي أصوات سلالية متخفية وممزوجة بجلبة عكفوية تشير إلى ضرورة الانصياع للأمر الواقع، وتتحدث عن حاجة بسط نفوذ السلطة، وتبرر ما يحدث تحت ذريعة فرض هيبة الدولة على الجميع!. نقول لأولئك الخبثاء الماكرين بأن العصابات الإجرامية والمليشيات الكهنوتية، المنبوذة والغير مقبولة داخلياً، والغير معترف بها إقليمياً ودولياً، لا يمكن أن تمثل سلطة أو تعتبر دولة، وأن أي تمدد وتواجد لها، سينظر له من قبل أبناء الأرض كـ أهداف مشروعة.

ختاماً، قائفة -أو قيفة- المذحجية المرادية موطناً للشجاعة، ومدينة الملوك، ومَأْوى التضحية والإقدام، ومسكن الأنفة والشهامة، ومستقر العزة والكرامة، ومثوى الأحرار، وحصن الأبطال، وقلعة الثوار، ووقود النضال، وعمق الاعتزاز والمجد، ومقبرة الكهنوتية، ومدفن السلالية، وجبانة القفازات القذرة. بالتأكيد، بأن قرية واحدة لن تصمد أمام استخدام مقدرات الشعب العسكرية في تدميرها، ولكن أوجاع القرية وأنينها سوف يتوسع محيطه إلى العزل والنواحي والمديريات والمحافظات، وستنهض مجدداً، وفي نهاية المطاف منارة نقشوم وقرون قائفة ومحرابها ستسقط صومعة -لا مئذنة- كهنة الآل!.