بمجرد أن أعلن الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن بعض أسماء إدارته الجديدة ، ومنها وجوه قديمة ، عابرة لفترة الرئيس ترمب من أيام أوباما ، حتى بدأت التوقعات والتحليلات تأخذ الوضع في اليمن والحرب والأزمة بأكملها الى طاولة في البيت الأبيض وكأنها أعددت خصيصاً لاتخاذ قرار بإنهاء الحرب .
الحقيقة هي أن الوضع في اليمن لن يصل إلى مثل هذه الطاولة إلا بعد فترة طويلة ، وسيأتي دوره بعد سلسلة من القضايا الحيوية العالمية والإقليمية ، وحتى عندما يأتي هذا الدور فلن تناقش القضية اليمنية إلا باعتبارها دالة في قضايا إقليمية أخرى ، لا سيما وأن درجة الاشتباك مع هذه القضايا جعلت الكثيرين يتجاهلون جذر المشكلة ، ويتجهون بالحل إلى توافقات إقليمية ، وهو ما عملت إيران وأذرعها في المنطقة على فرضه كأجندة دولية للحل .
يتأتى هذا من خلال الاستراتيجية التي تتبعها إيران بمواصلة الهجوم الصاروخي والطيران المسير على الاراضي المجاورة بأيدي الحوثيين ، مع تغطية إعلامية هائلة بهدف التغطية على جذر المشكلة التي قادت إلى الحرب ، وهي الانقلاب الدموي الذي قام به الحوثيون للسيطرة على الدولة بالقوة.
المهم في مواجهة هذا التتوية والتبشير الذي يراد تعميمه لسلق حل لا تراعى فيه حاجة اليمن إلى السلام الدائم ، والاستقرار ، والتنمية ، وامتلاك اليمنيين زمام المبادرة في قيام نظام حكم مدني عادل فإنه لا بد من التفكير بجدية في :
١/ الاسراع بتنفيذ اتفاق الرياض ، وإعادة بناء الثقة في العلاقة بين الأطراف المواجهة للمشروع الحوثي - الابراني في اليمن . ويمكن أن تخوض هذه الأطراف فيما بعد نقاشات جادة تتعلق بنزاهة هذه العلاقة والتي ستنعكس على الموقف من عدالة قضية الجنوب .
٢/ تغيير المعادلة على الارض لاستعادة جذر المشكلة من كماشة التتويه التي تعرضت لها ، وحتى تبدو مغامرات الحوثيين الخارجية مجرد طيش لا يستطيع أن يغطي حقيقة أن المشكلة يمنية -يمنية ، وأنهم يقفون وراءها ، وحتى يكون الحل بيد اليمنيين قولا وعملا .
٣/ أن يعاد بناء التحالف بمنهجية وأدوات متماسكة واستراتيجية تتجاوز صعوبات المرحلة الماضية.
هذه إصلاحات هامة على طريق السلام المنتظر ، وعلى أي طاولة كانت .