أشادت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بالدور المحوري والفاعل الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة في تثبيت الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في حضرموت والجنوب عمومًا.
واكدت في بيان صادر عن اجتماعها الذي عقد اليوم الاربعاء، أن الإمارات كانت ولا تزال حليفًا استراتيجيًا صادقًا وشريكًا أساسيًا للقوات الحكومية الجنوبية في معركة الأمن ومحاربة الإرهاب، مدينة بأشد العبارات استهداف ميناء المكلا، واعتبرته اعتداءً مباشرًا على الجنوب وشعبه ومقدراته الحيوية، كونه مرفقًا مدنيًا خدميًا، ولا يجوز تبريره تحت أي ذريعة أمنية.
ووجهت الهيئة رسالة للسعودية، شددت فيها على أن الجنوب لا يكنّ أي عداء لأي دولة في الإقليم أو محيطه العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، التي تربطها بالجنوب علاقات تاريخية عميقة وضاربة في جذورها.
وحملت الهيئة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ومن يقف خلفه ويوفر الغطاء السياسي له، وفي مقدمتهم حزب الإخوان (الإصلاح) المعروف بعدائه التاريخي للجنوب وتطلعات شعبه، المسؤولية الكاملة والمباشرة عمّا جرى في ميناء المكلا، وعن أي تداعيات أمنية أو اقتصادية أو إنسانية قد تترتب لاحقًا، وتعتبر ما جرى مقامرة خطيرة بمصير البلاد لخدمة أجندات حزبية ضيقة.
وجددت رفضها القاطع للقرارات الانفرادية الصادرة عن رشاد العليمي، مؤكدة عدم الاعتراف بأي قرارات تُتخذ خارج إطار الشراكة والتوافق، لافتقارها للسند الدستوري والسياسي، واستنادًا إلى إعلان نقل السلطة الذي يُجرّم التفرد بالقرارات السيادية واختطاف إرادة مجلس القيادة الرئاسي وتحويله إلى واجهة لقرارات فردية معزولة عن الإجماع.
واعتبر البيان إعلان الطوارئ، وفرض الحظر على الجنوب، قرارات لا تمثل مجلس القيادة الرئاسي ولا تُلزم الجنوب سياسيًا أو وطنيًا، كونها صادرة عن إرادة فردية مختطفة للقرار الجماعي وبعيدة عن أي توافق رئاسي حقيقي.
وأعلن البيان تأييده الهيئة الكامل للبيان المشترك الصادر عن عدد من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الرافضين لتفرد العليمي بالقرار، وتعتبره وثيقة سياسية فاصلة تكشف عزلته داخل المجلس، مؤكدًا أن ما يجري ليس قرار دولة ولا إجماعًا وطنيًا، بل نزوة فردية تمثل عداءً واضحًا للجنوب وقضيته.
ودافعت الهيئة عن عدالة القضية الجنوبية، واكدت انها غير قابلة للمساومة أو المقايضة السياسية، وأن أي محاولات للالتفاف عليها أو فرض حلول تنتقص من حق شعب الجنوب في تقرير مصيره مصيرها الفشل، كونها تصطدم بإرادة شعبية راسخة عبّرت عنها الساحات والميادين ولازالت.
كما اكدت أن القوات الحكومية الجنوبية هي القوة الفاعلة ميدانيًا على هذه الجغرافيا في محاربة الإرهاب وتنظيماته، نيابة عن الإقليم والعالم، وأن تهميشها أو استهداف مناطق انتشارها يُعد إضرارًا مباشرًا بالأمن والاستقرار المحلي والإقليمي.
وشددت على أن الجنوب لن يكون ساحة للعبث أو الابتزاز السياسي، وأن أبناءه وقواته وقيادته السياسية والعسكرية سيقفون بكل حزم في وجه أي تهديد داخلي أو خارجي يمس السيادة أو القرار الجنوبي الحر.
ودعت الشعب الجنوبي إلى رصّ الصفوف والتلاحم خلف قيادته السياسية والقوات الحكومية الجنوبية والأمنية والعسكرية، وعدم الالتفات إلى الإشاعات وحملات التضليل، وتحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة المفصلية.
كما دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية تجاه هذا العبث الانفرادي، وتؤكد بضرورة رفضها إقليميًا ودوليًا وعدم الصمت إزاء هذه الممارسات، مجددة التأكيد على أن القوات الحكومية الجنوبية شريك حقيقي وفاعل مع دول العالم في محاربة الإرهاب، وقد أثبتت ذلك بشهادة دول الإقليم والأمم المتحدة والمجتمع الدولي.