أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، أن التحركات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة تأتي ضمن إطار مسؤولية وطنية وأمنية تهدف لحماية الاستقرار ومكافحة الإرهاب وتجفيف منابع التهريب، مشددًا على أن هذه الخطوات ليست موجهة ضد أي طرف، بل استجابة لمناشدات الأهالي والواقع الأمني على الأرض.
واوضح صالح في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية يوم الاثنين، أن ما جرى في وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة يمثل ضرورة أمنية ملحة، بسبب تحديات انتشار الإرهاب وتهريب الأسلحة والمشتقات النفطية إلى مليشيات الحوثي، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن المحلي والإقليمي.
وأضاف أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يرى أي إشكالية مع الشركاء في الشرعية أو مؤسسات الدولة، وأن خطواته كانت تتوقع أن تحظى بالدعم والإشادة، كونها تصب في مصلحة المعركة المشتركة ضد الإرهاب والحوثيين، وتسد منافذ ظلّت خارج السيطرة الفعلية لسنوات طويلة.
وأشار صالح إلى أن التعامل مع هذه الملفات يتم بمنطق المسؤولية السياسية، مع مراعاة حساسية المحافظات الشرقية وخصوصيتها الاجتماعية والجغرافية، وأن أي إجراءات أمنية تنفذ بروح الشراكة مع القوى المحلية، بما يحترم إرادة أبناء حضرموت والمهرة وحقهم في الأمن والاستقرار وتمكينهم من إدارة شؤونهم إدارياً وأمنياً وعسكرياً.
وحول المطالب والتحركات السياسية للمجلس، شدد القيادي الجنوبي على أن المجلس يمثل قضية شعبية لا يمكن تجاهلها، وأن مطالبه السياسية واضحة وتتحرك ضمن مسار واقعي يوازن بين متطلبات المرحلة والشراكة القائمة واستحقاقات المستقبل.
وتوقع صالح أن يسير المجلس الانتقالي على طريق التهدئة والبناء والتنمية، مهيئًا المسرح لمعركة استعادة الدولة وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي، مع تجنب أي صراعات جانبية لا تخدم سوى الخصوم، مشيرًا إلى وجود دعم شعبي واسع في حضرموت والمهرة للإجراءات الأمنية المنفذة، والتي أسهمت في إزالة كابوس أمني دام أكثر من 31 عامًا.
وأشاد القيادي الجنوبي بالدور الكبير للمملكة العربية السعودية والإمارات في دعم أمن واستقرار الجنوب، مؤكدًا استعداد المجلس للتعاون الإيجابي مع جهودهما لضمان أمن المحافظتين ومنع أي اختراقات إرهابية، والحفاظ على وحدة الجنوب والنسيج الاجتماعي.
وختم صالح بالتأكيد على أن أي قراءة غير متوازنة للمستجدات لن تخدم سوى القوى المعادية، داعيًا إلى التعاطي بعقلانية ودعم كل ما يعزز الأمن ويجفف منابع الإرهاب والتهريب باعتبارها المدخل الحقيقي لأي استقرار أو تسوية مستقبلية.