في استفزاز صارخ لمشاعر أبناء مدينة تعز، اقترف مسلحون فعل شنيع بتمزيق صورة الشهيدة أفتهان المشهري -المديرة السابقة لصندوق النظافة التي اغتيلت بجريمة وحشية- التي كانت تزيّن أحد شوارع المدينة، ما أثار موجةً عارمة من الغضب والاستياء.
وتوجهت أصابع الاتهام من قبل ناشطين ومتابعين نحو عناصر إخوانية، يُعتقد أنهم وراء هذا الفعل اليائس، في محاولة منهم لمحو رمز يذكر المدينة بجريمة اغتيالها الإرهابية قبل أشهر، والتي تتهم تقارير بتورط مسلحين مقربين من قيادات إخوانية فيها.
ويرى مراقبون أن هذا الاعتداء يأتي كحلقة ضمن سلسلة من الإجراءات القسرية التي هدفت إلى إسكات صوت المطالبة بالعدالة، بعد إزالة مخيمات العدالة سابقاً بالقوة، والتي كانت ترفع مطالبها بالقبض على قتلة المشهري ومحاكمة المتورطين في جرائم القتل والتقطيع ونهب الممتلكات.
وعقب الحادثة، انبرى الصحفي البارز محرم الحاج لتحليل دلالاتها، معتبراً أن تمزيق الصورة "رسالة بأن الغائبة لا تزال حاضرة بروحها وقضيتها"، مؤكداً أن هذا الفعل نفسه يدل على أنها "ما زالت تقاتل وترعبهم".
وأوضح الحاج في تعليقه بأن صورة الشهيدة أفتهان تتحول إلى منصةٍ حيةٍ للتضامن والتعبئة الشعبية، إذ تعيد للأذهان المهام الوطنية التي استشهدت من أجلها، وهو بالضبط ما يخشاه قاتلوها.
كما أشار إلى قدرة هذه الصورة على إثارة مشاعر الوفاء والاحترام وتحفيز الشباب على الاقتداء بها والسير على خطاها، وهو "جانب عاطفي" يولد جيلاً جديداً يتطلع لمقارعة الفساد وأعوانه، مما يزيد من مخاوف الجناة.
وبالنسبة لأهالي تعز وسكانها، يرى الصحفي محرم الحاج أن صور شهدائهم، وفي مقدمتهم أفتهان المشهري، ليست مجرد ذاكرةً لتاريخ وطني حافل بالشجاعة، بل هي "وعد بالوفاء لدمائهم وتجسيدٌ حيٌ لقيم التضحية والكرامة". ولهذا السبب الجوهري، تتحول هذه اللوحات إلى ساحات مواجهة مفتوحة مع القتلة الذين يدركون جيداً الثقل الرمزي لبقائها وشحذها للهمم.
ويطالب ناشطون ومثقفون بسرعة فتح تحقيق جاد في حادثة تمزيق الصورة، ومحاسبة جميع المتورطين في هذا الفعل المهين الذي لا يستهدف مجرد قطعة قماش، وإنما يعتدي صراحة على رمزية الشهداء ويسيء لتضحيات النساء في سبيل العدالة والحرية.