قُتل قائد نقطة عسكرية تابعة لقوات الجيش الحكومي، الخميس، في اشتباكات مسلّحة اندلعت قرب سوق صافر شرقي محافظة مأرب، في حادثة جديدة تعكس هشاشة الوضع الأمني وتصاعد التوترات القبلية في المناطق المحررة.
ووفق مصادر محلية، فإن الاشتباكات اندلعت بين القوات العسكرية المتمركزة في النقطة الأمنية الواقعة عند المدخل الشرقي لصافر، ومسلحين قبليين من آل الثابتي القادمين من مديرية العبدية، ما أدى إلى مقتل قائد النقطة عبدالله الوشاح واثنين من المهاجمين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وأشارت المصادر إلى أن أسباب الاشتباكات لا تزال غير واضحة حتى الآن، وسط تضارب في الروايات حول الجهة التي بادرت بإطلاق النار، فيما أكدت أن الوضع شهد توتراً متزايداً منذ ساعات الصباح قبل أن يتحول إلى مواجهة مسلحة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
وعقب الحادثة، هرعت قوات أمنية وعسكرية إضافية إلى موقع الاشتباكات في محاولة لاحتواء الموقف ومنع اتساع رقعة المواجهات، فيما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في ملابسات الحادثة ودوافعها.
مصدر أمني في مأرب – فضّل عدم الكشف عن اسمه – أوضح أن السلطات المحلية تبذل جهوداً مكثفة للتواصل مع وجهاء قبائل العبدية وصافر لاحتواء التوتر ومنع أي تداعيات محتملة قد تخلّ بالأمن العام، مؤكداً أن الوضع لا يزال "تحت السيطرة الحذرة".
ويُعد سوق صافر أحد أهم المراكز التجارية في مأرب الشرقية، ويشهد حركة نشطة للتجار والمواطنين القادمين من مختلف المديريات، ما يجعل أي توتر أمني في محيطه مصدر قلق واسع لدى الأهالي.
ويرى مراقبون أن هذه الحوادث المتكررة تشير إلى تحديات متزايدة تواجهها السلطات المحلية في ضبط الأمن ومنع تفاقم النزاعات القبلية المسلحة، في ظل انتشار السلاح وتعدد الولاءات العسكرية في بعض المناطق.
وأكد مراقبون أن استقرار مأرب يتطلب إعادة تنظيم النقاط الأمنية وإخضاعها لتسلسل قيادي موحد، إلى جانب تكثيف الجهود الاجتماعية لاحتواء النزاعات القبلية عبر الحوار، تجنبًا لتحوّلها إلى مواجهات دموية تهدد الأمن المحلي.