تجسيدا لعمق المأساة المعيشية التي يعانيها منتسبو القوات المسلحة اليمنية، أقدم العميد حسن قاسم العمري، أحد الضباط البارزين في الجيش اليمني، على إنهاء حياته يوم امس السبت في مدينة يافع بمحافظة لحج، بعد أن عجز عن توفير احتياجات أسرته الأساسية نتيجة انقطاع راتبه لعدة أشهر.
مصادر محلية قالت أن العميد العمري، خريج الأكاديمية العسكرية في سلاح الصواريخ بروسيا، لجأ إلى تناول مادة سامة وضعت حدًّا لحياته، بعدما ضاقت به سبل العيش في ظل غياب المرتبات وغلاء المعيشة غير المسبوق.
وأكدت المصادر، إن الضابط الراحل لم يتسلم راتبه منذ أكثر من أربعة أشهر، ما جعله يعيش أوضاعًا اقتصادية خانقة دفعته إلى اليأس، فيما أكدت أسرته أنه كان يكابد بصمت لتأمين لقمة العيش لأطفاله وسط تجاهل تام لمعاناة العسكريين.
وأثارت الحادثة موجة غضب وحزن عارمة في أوساط زملائه والمواطنين، الذين اعتبروا انتحار العمري ناقوس خطر ينذر بكارثة إنسانية بين أوساط الجنود والضباط الذين يعيشون أوضاعًا قاسية نتيجة توقف صرف رواتبهم لأشهر طويلة.
ودعا ناشطون وحقوقيون الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية إزاء هذه المأساة، وصرف رواتب العسكريين بانتظام، محذرين من أن الإهمال المستمر قد يدفع آخرين إلى مصير مشابه.