شهد شارع جمال عبدالناصر وسط مدينة تعز، اليوم الجمعة، تظاهرة حاشدة ضمن الاعتصام المفتوح الذي اتخذ من "ساحة العدالة" مقرًا له، حيث احتشد الآلاف لأداء صلاة الجمعة ورفع شعارات غاضبة تندد بسلسلة الاغتيالات وعمليات القتل التي تشهدها المدينة منذ أكثر من عقد.
الوقفة التي أطلق عليها المشاركون "جمعة البداية"، جاءت لتؤكد الإصرار الشعبي على مواصلة الاعتصام حتى محاكمة جميع المتورطين في جريمة إعدام مديرة صندوق النظافة والتحسين أفتجان المشهري، وشركاء تصفية الكفل مرسال، إضافة إلى المطلوبين في جرائم القتل الأخرى بالمحافظة.
في خطبة الجمعة التي وُصفت بـ"العصماء"، وجه الخطيب رسائل مباشرة من على المنبر إلى قيادتي السلطة المحلية من جهة، وتجمع الإصلاح من الجهة الأخرى، محمّلًا إياهما المسئولية المباشرة عن الانفلات الأمني والجرائم التي تفتك بتعز منذ سنوات. وأكد أن استمرار الاعتصام وعدم مغادرته هو خيار لا رجعة عنه حتى يتم تقديم جميع الجناة للعدالة.
وتشهد تعز للأسبوع الثاني على التوالي حراكًا جماهيريًا واسعًا، أشعلته جريمة اغتيال المشهري في الـ18 من الشهر الجاري، وهي الجريمة التي تشير معلومات متداولة إلى تورط قيادات "من الوزن الثقيل" في التخطيط والتنفيذ لها.
ورغم محاولات سلطة الأمر الواقع ممثلة بحزب الإصلاح احتواء الغضب الشعبي، وآخرها جلب جثة أحد المتهمين إلى ساحة الاعتصام قبل يومين في محاولة لتهدئة الشارع، إلا أن الموجة الشعبية الغاضبة مستمرة في التوسع والاشتعال، لتفتح الباب على مصراعيه لمحاسبة المتورطين وإعادة رسم معادلة القوة في تعز.
المصدر: الصحفي جميل الصامت