شنت طائرة مسيّرة يعتقد أنها إسرائيلية هجوماً هو الأحدث من نوعه على ميناء رأس عيسى الواقع تحت سيطرة سلطة صنعاء في محافظة الحديدة، غرب اليمن، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل في ناقلة غاز داخل الميناء، وسط سلسلة من ضربات مشابهة استهدفت الميناء خلال الأسابيع الماضية دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.
وقال الصحفي بسيم الجناني، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، إن ثماني طائرات مسيّرة هاجمت، يوم الأربعاء، مناطق متفرقة من الميناء، موضحاً أن اثنتين منها أصابتا ناقلة غاز مباشرة، ما تسبب في انفجار قوي وتصاعد ألسنة اللهب التي شوهدت على بعد كيلومترات.
وأضاف الجناني أن مصادر ميدانية أكدت إصابة ناقلة الغاز بأضرار كبيرة، فيما هرعت فرق الإطفاء التابعة للجهات المحلية في محاولة للسيطرة على النيران التي استمرت لساعات، وسط مخاوف من امتدادها إلى منشآت أخرى في الميناء.
ولفت الصحفي إلى أن الميناء تعرّض قبل أقل من شهر لهجوم مماثل استهدف بوابة الدخول وهنجرًا رئيسيًا، إضافة إلى حاوية تابعة لشركة الغاز، وهو ما أدى حينها إلى مقتل أحد العاملين في الموقع وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالبنية التحتية.
حتى الآن، لم تصدر سلطات صنعاء أي تعليق رسمي حول الهجمات المتكررة أو هوية الطائرات المهاجمة، واكتفت فرقها الفنية بتوثيق بقايا الطائرات المسيّرة التي عُثر عليها في مواقع القصف، دون تقديم أي معلومات إضافية عن الجهة المنفذة أو دوافع الاستهداف.
وتثير هذه الهجمات الغامضة تساؤلات واسعة في الأوساط المحلية والدولية، خصوصاً أن ميناء رأس عيسى يُعدّ من أهم موانئ تصدير النفط والغاز في الساحل الغربي، ويقع على خطوط ملاحية حيوية تربط البحر الأحمر بالممرات الدولية، ما يجعله هدفاً حساساً في ظل التصعيد الإقليمي وتوترات البحر الأحمر الأخيرة.
ويرى مراقبون أن تكرار الضربات خلال فترة قصيرة قد يشير إلى رسائل سياسية أو عسكرية تتجاوز مجرد استهداف اقتصادي، خصوصاً مع غياب أي إعلان رسمي للمسؤولية، الأمر الذي يفتح الباب أمام تكهنات بضلوع أطراف إقليمية أو قوى محلية متنازعة في هذه الهجمات، في وقت تتواصل فيه الصراعات اليمنية وتعقيداتها المتشابكة.