في تحوّل تاريخي يهدّد الهيمنة المالية العالمية للولايات المتحدة، تجاوز الذهب لأول مرة على الإطلاق سندات الخزانة الأمريكية كخيار الاستثمار الأفضل للبنوك المركزية حول العالم، في ضربة قاسمة لموقع الدولار كعملة احتياطية أولى.
هذا التحوّل الجذري كشف عنه الخبير الاقتصادي والمصرفي اليمني البارز علي التويتي، في تحليل مالي استثنائي أظهر أن احتياطي البنوك المركزية من الذهب قفز إلى 36,700 طن، ما يمثل 27% من إجمالي الأصول، بينما انخفضت حيازة سندات الخزانة الأمريكية إلى 3.8 تريليون دولار فقط، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 1996، حيث لم تتعدَّ 23% من إجمالي الاحتياطيات.
وأرجع "التويتي" في تحليل رصده محرر نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، هذا التحوّل التاريخي إلى عدة أسباب استراتيجية وخطيرة، يأتي في مقدمتها استخدام الولايات المتحدة للدولار كسلاح سياسي، كما حدث مع روسيا، مما دفع دولاً كبرى مثل الصين إلى التخلص من أكثر من 300 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية، والاتجاه بخطى ثابتة نحو الذهب كملاذ آمن ومحايد.
كما أكد الخبير اليمني أن التدخلات السياسية في قرارات الخزانة الأمريكية دفعت المستثمرين العالميين إلى التشكيك بموثوقية الدولار، والهروب الجماعي من السندات الأمريكية نحو الذهب والسندات الحكومية الأخرى الأكثر أماناً.
وأضاف "التويتي" أن ارتفاع التضخم والرسوم الجمركية المرتبطة بالدولار جعلتا الذهب الخيار الأفضل، كونه محصناً ضد المخاطر الائتمانية، ولا تصدره أي جهة دولية، كما أنه يمكن استخدامه في أي مكان وزمان كضمان تجاري وحتى للقروض، بينما تظل العملات والسندات الأخرى رهينة القيود السياسية والتقلبات الجيوسياسية.