أثارت وثيقة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الغضب والسخرية، بعد أن كشفت عن قائمة طويلة وصادمة للممنوعات داخل سجن النساء في صنعاء، الخاضع لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، والتي تضم آلاف النساء المعتقلات بشكل تعسفي منذ سنوات في سجون سرّية، يتعرضن فيها للتعذيب على يد ما يُعرف بـ"الزينبيات"، الجناح النسائي المسلح للميليشيا.
الوثيقة التي نشرتها الصحفية سامية الأغبري، تحت شعار وزارة الداخلية التابعة للحوثيين غير المعترف بها دوليا، صدرت عن ما تسمى "الإدارة العامة للإصلاحية المركزية بالأمانة"، وتضمنت حظرًا على عشرات المواد الأساسية والضرورية لحياة النساء المعتقلات، أبرزها:
البسكويت، العصائر، الزبادي، الخضروات، العسل، منتجات الألبان، البقوليات، البهارات، الصلصة، مستحضرات التجميل والعناية، المساحيق، وحتى السكر والشاي والماء ومشروبات الطاقة.
وتساءل المتابعون بسخرية وذهول عن الهدف من هذا التشدد غير الإنساني، حيث علق أحدهم:
"كل شيء ممنوع ما عدا الشمة والقات!"، بينما كتب آخر: "هذا عشان تدمر بشرتهم ويتساقط شعرهم.. كيف يمنعوا الخضار والعناية الشخصية؟! إيش حابس غنم؟"
واعتبر آخرون أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سياسة تعذيب نفسي وجسدي ممنهجة تتبعها الجماعة ضد النساء في سجونها، بهدف إذلالهن وحرمانهن من أبسط حقوقهن، بما في ذلك الصحة والنظافة والغذاء.
وفي الوقت الذي تغيب فيه أي رقابة حقوقية أو قانونية على أوضاع المعتقلات، يتساءل ناشطون عن صمت المنظمات الدولية والاممية المعنية بحقوق الإنسان والمرأة، مطالبين بتدخل عاجل لفتح تحقيقات حول الانتهاكات المرعبة التي تتعرض لها النساء اليمنيات في سجون الحوثيين.
وتؤكد منظمات حقوقية أن العديد من النساء تم اعتقالهن دون أي تهم قانونية، بعضهن اختفين قسريًا لسنوات، وتعرضن لصنوف من التعذيب النفسي والجسدي، وهو ما يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان بحق النساء في اليمن.