بنقد ناري وغير مسبوق، وجّه الصحفي البارز محرم الحاج، مساء اليوم الاثنين، صفعة قوية لأحزاب تعز، واصفًا إياها بأنها "ليست فقط الأكثر فشلًا، بل أيضًا الأقل وطنية"، مشيرًا إلى أنها تفتقر لأدنى درجات الشعور بالمسؤولية تجاه المدينة وأهلها، وأنها تسببت في تكريس الفقر، وانهيار الخدمات، واستمرار العبث بمصير تعز ومستقبلها.
وفي منشور عاصف على موقع فيس بوك، استشهد الحاج بكلمات الزعيم الهندي غاندي: "كثيرون حول السلطة.. قليلون حول الوطن"، مؤكدًا أن هذا الوصف ينطبق بدقة على قيادات الأحزاب في تعز، الذين ينشغلون بتقاسم النفوذ والمناصب، بينما تغرق المحافظة في الأزمات المتتالية.
وتساءل الحاج بمرارة: "لماذا تستمر محاولات إحياء أحزاب أثبتت الأحداث فشلها وعجزها الكامل؟! وكيف يمكن لمن تسببوا في المعاناة أن يأتوا بالحلول؟!"، مؤكدًا أن تلك الكيانات جلبت فقط الفوضى، الصراع، الفساد، والانهيار الخدمي الكامل، ولا يمكن الوثوق بها في بناء أي مستقبل للمحافظة التي تعاني ظروفًا قاسية.
وأكد الحاج أن مسؤولية النهوض بتعز لم تعد تقع على تلك الأحزاب المهترئة، بل على عاتق الشباب والمخلصين من النخب السياسية والاجتماعية، داعيًا إلى تبني مشروع تغيير جذري يبدأ بانتزاع الحرية، ويتجاوز الإصلاحات الشكلية إلى بناء مشروع وطني مقاوم للفساد، والإقصاء، والولاءات الحزبية الضيقة.
وقال: "التغيير المطلوب يجب أن يكون وطنيًا، سلميًا، لا يُختطف ولا يُحتوى ولا يُجهض.. فالمستقبل لن يُبنى بعقليات صدئة ولا بأدوات تم تجريبها وفشلت مرارًا وتكرارًا".
ودعا الحاج إلى تحديث وتشبيب الحياة السياسية في اليمن، سواء من داخل الأحزاب أو خارجها، من خلال الدفع بقيادات جديدة مؤهلة، تنتمي للوطن قبل الحزب، وتجعل من البرامج والإنجازات معيارًا وحيدًا للاختيار، محذرًا من خطر عودة الاستبداد عبر بوابة أحزاب دكتاتورية تمارس الإقصاء حتى في داخل صفوفها.
وحث الصحفي محرم الحاج على تحصين الحياة السياسية من الطائفية، الجهوية، الوصولية، والنفاق السياسي، مؤكدًا أن السياسة يجب أن تكون وسيلة لخدمة الوطن والمواطن، وليست غنيمة يتقاسمها المتنفذون تحت عناوين حزبية فارغة.
واختتم منشوره بالإشارة إلى لقاء محافظ تعز نبيل شمسان بقيادات الأحزاب السياسية صباح اليوم الاثنين، لمناقشة قضايا خدمية واقتصادية، وعلّق بالقول: "والله غالب على أمره"، في تعبير لاذع عن فقدان الأمل في إصلاح الوضع في ظل بقاء هذه الأحزاب في المشهد.