كشفت هيئة البث العبرية، مساء اليوم الخميس، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي قدمت طلبًا رسميًا إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستئناف الضربات الجوية ضد مليشيا الحوثي في اليمن، وذلك عقب سلسلة هجمات متصاعدة شنّتها الجماعة خلال الأيام الماضية.
ويأتي هذا التحرك الإسرائيلي بعد أسابيع من التهدئة غير المعلنة بين واشنطن والحوثيين، والتي أفضت إلى تعليق مؤقت للغارات الأميركية مقابل وقف الهجمات الحوثية على السفن، باستثناء السفن الإسرائيلية أو المتجهة نحو موانئها.
وبحسب الهيئة العبرية، فإن طلب الاحتلال جاء ردًا على التصعيد الحوثي الخطير في البحر الأحمر، والذي توّج بإغراق سفينتين تجاريتين – "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي" – في أقل من 24 ساعة، في واحدة من أكثر الهجمات تأثيرًا على أمن الملاحة البحرية منذ بدء الأزمة.
وأعلنت مليشيا الحوثي صباح اليوم تنفيذ هجوم صاروخي باليستي استهدف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ من طراز "ذو الفقار"، مؤكدة أن الهجوم "حقق هدفه بدقة"، وأن صافرات الإنذار دوت في أكثر من 300 موقع داخل الأراضي المحتلة، وسط حالة ذعر جماعي وشلل مؤقت في حركة الملاحة الجوية.
من جانبها، اعترفت سلطات الاحتلال بإطلاق صاروخ باليستي واعترضته دفاعاتها الجوية، دون الكشف عن أي خسائر أو أضرار، في وقت تسود فيه حالة من الترقب والقلق من رد عسكري إسرائيلي محتمل.
مصادر مطلعة نقلت عن خبراء أمنيين قولهم إن العمليات الأخيرة للحوثيين اتسمت بدقة عالية وتخطيط معقد، ما يكشف فشل الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية السابقة في تحجيم قدرات الجماعة أو ردعها، ويفتح الباب أمام تصعيد مفتوح قد يجر المنطقة إلى مواجهة واسعة متعددة الجبهات.
ويرى مراقبون أن الثغرة التي تركها التفاهم الأميركي-الحوثي فيما يخص السفن الإسرائيلية كانت بمثابة قنبلة موقوتة، خصوصًا في ظل التوتر الإقليمي الناتج عن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من 21 شهرًا، ما جعل الحوثيين يوسّعون بنك أهدافهم البحرية والجوية ضمن ما يصفونه بـ"نصرة فلسطين".