تشهد العاصمة المحتلة صنعاء تطورات غامضة ومثيرة، وسط أنباء عن دخول القيادي الحوثي البارز حسين العزي، منتحل صفة نائب وزير الخارجية، في غيبوبة تامة داخل العناية المركزة، عقب ما قيل إنه "حادث مروري" أسفر عن وفاة ثلاثة من أطفاله وإصابة زوجته بجروح خطيرة، في وقت لا تزال ملابسات الحادثة غامضة ومريبة.
المحلل السياسي اليمني عبد الملك اليوسفي فجّر مفاجأة من العيار الثقيل بتأكيده أن ما جرى للعزي لا يمكن عزله عن سلسلة التصفيات الداخلية التي تطال رموز وقيادات داخل أجنحة ميليشيا الحوثي، مشيرًا إلى أن "الحادث" يأتي بعد أشهر من مصرع شقيقه صلاح العزي في ظروف مشابهة، ما يفتح باب الأسئلة على مصراعيه: من يقف خلف استهداف العزي؟ ولماذا الآن؟ وهل الصراع داخل الجماعة بدأ يلتهم قادتها؟
الصحفي أحمد عبدالغني الشميري بدوره كتب ساخرًا: "ما مصير حسين العزي؟ وما علاقة الحادث الغامض بمصرع شقيقه؟ الأيام حبلى، والعد التنازلي لسقوط المليشيا الحوثية بدأ."
وفي خضم هذه الضبابية، نشر حساب "حسين العزي" على منصة "إكس" تدوينة غريبة حاول من خلالها صناعة "بطولة وهمية"، زاعمًا أن "الدفاعات الجوية" الحوثية أربكت الطائرات الإسرائيلية التي استهدفت موانئ الحديدة، لكن سرعان ما انهالت التعليقات المشككة، وأكد غالبية المتابعين أن هذه التدوينة لا تحمل أسلوب العزي المعروف.
القيادي البارز في المقاومة الوطنية كامل الخوداني كتب مؤكدًا: "هذه ليست لغة حسين العزي ولا طريقة كتاباته."
فيما تساءل الصحفي البارز مصطفى غليس مساء اليوم الاثنين : من الذي يغرد من حساب حسين العزي؟
وأكد غليس أن :"حسين العزي لم يسبق له استخدام الجمل الاعتراضية - على الإطلاق - ويمكنكم مراجعة تغريداته".
وأشار غليس إلى أن:"حسين العزي غالبًا لا يفصل الكلمة التي تنتهي بالتاء المربوطة عما بعدها".. مؤكدا أن:"هذه ليست لغة حسين العزي ولا أسلوبه".
وتساءل في ختام التدوينة:" هل تمت تصفيته مثل شقيقه صلاح؟".
وتصاعدت الشكوك بعد تضارب الروايات حول مصيره وحالة الصمت المريبة من إعلام الميليشيا، وسط تسريبات تشير إلى أن "الحادث" ربما كان عملية تصفية داخلية منظمة، في إطار الصراع المحتدم بين أجنحة النفوذ داخل الجماعة المدعومة من إيران.
ويشير مراقبون إلى أن الجماعة تتجه نحو مرحلة تفكك داخلي متسارع، حيث لم يعد الصراع مكتومًا، بل بدأ يخرج للعلن بشكل دموي، وأن ما يجري الآن ليس سوى بداية لـ"أيام حاسمة" قد تخلخل توازن الميليشيا من الداخل.