تصعيد علني غير مسبوق داخل صفوف مليشيا الحوثي، فجّر عبداللطيف عزان، مستشار محافظة عمران الموالي للجماعة، قنبلة سياسية مدوية، كاشفًا عن ممارسات وصفها بـ"المهينة والمهلكة" تنفذها قيادات نافذة ضد أبناء قبيلتي بكيل وحاشد، متهمًا إياها بـ"إذلال القبائل وتفكيك النسيج المجتمعي ونهب الملايين شهريًا لصالح أجهزة مراقبة وقمع".
وفي منشور غاضب نشره على صفحته بفيسبوك، قال عزان: "لم يعد لدي ما أخسره… وصلت الأمور إلى إهانة رجال القبائل ومنعهم من الاحتفال بتقاليدهم، ومراقبتهم حتى في بيوتهم. بل أُغلقت المساجد، وأُجبر المصلون على ترديد شعارات طائفية تحت التهديد، وتم فتح المساجد فقط بعد التعهد بقول 'حيّ على خير العمل' قسرًا".
وأكد أن من وصفهم بـ"خصوم بسلطة ونفوذ"، يسيطرون على مخصصات مالية ضخمة تُقدَّر بعشرات الملايين من الريالات شهريًا، لكنهم يسخرونها لـ"التجسس والملاحقة والتهديد"، بدلًا من خدمة أبناء عمران أو تنمية المحافظة، متسائلًا:"لو ربع هذه الأموال بأيدينا، لحلّينا كل مشاكل المحافظة".
وكشف عزان عن محاولة اعتقاله بطريقة وصفها بـ"المهينة والانتقامية"، حيث أُرسل لاعتقاله أشخاص من باعة الدجاج ومصلحي الأحذية، وهو ما اعتبره "إهانة متعمدة لتاريخه واسمه ومكانته"، قائلًا: "هل هذه أخلاق مسؤولين؟! وهل هذه قيادة؟".
وأضاف أن الضغط النفسي والملاحقات والتهديدات التي يتعرض لها لا تقل عن وقع الرصاص، مضيفًا: "أُرهقت نفسيًا، تعرضت للتهديد من أرقام مجهولة، وتُمُوِّل حملات لتتبعي والتضييق عليّ… هذا إرهاب من نوع آخر".
كما أكد عزان أن المحافظ الحالي "مؤدب" لكنه فقد السيطرة، مشيرًا إلى أن زمام القرار بات بيد قوى متنفذة "تمارس الاستعلاء وتُخضع الكل"، وأنه لم يتبقَّ أي احترام أو اعتبار حتى للمشايخ أو من أفنوا حياتهم في خدمة المحافظة.
ويأتي هذا المنشور ليعكس صراعًا داخليًا متصاعدًا داخل جماعة الحوثي، ويكشف عن حالة من الاحتقان الشديد في واحدة من أهم المحافظات القبلية، ما قد يشكل مؤشرًا خطيرًا على هشاشة التماسك الداخلي للجماعة، التي طالما ادعت وحدة الصفّ.