آخر تحديث :الخميس-12 يونيو 2025-12:00ص
اخبار وتقارير

المبعوث الأممي يعترف بفشل خارطة السلام في اليمن: تصعيد إقليمي وجمود سياسي و"لا معجزات بالأفق"

المبعوث الأممي يعترف بفشل خارطة السلام في اليمن: تصعيد إقليمي وجمود سياسي و"لا معجزات بالأفق"
الثلاثاء - 10 يونيو 2025 - 09:30 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

في اعتراف نادر وصادم، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس جروندبرج، أن جهود الأمم المتحدة لإحياء مسار السلام لا تزال تراوح مكانها، في ظل التصعيد الإقليمي المتزايد، والتعنت المتواصل من أطراف الصراع، وعلى رأسها جماعة الحوثي المسلحة.

وفي حوار موسّع مع صحيفة "الدستور"، قال جروندبرج إن خارطة الطريق الأممية التي تم الإعلان عنها أواخر عام 2023 لم تحقق أي تقدم ملموس حتى الآن، مرجعًا ذلك إلى التوترات الإقليمية المتصاعدة التي أعادت اليمن إلى مربع الانفجار.

وحول تصنيف الولايات المتحدة لمليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، أكد المبعوث الأممي أن القرار "سيادي يخص واشنطن وحدها"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن أزمة اليمن لا يمكن حسمها بإجراءات أحادية من أي طرف، سواء كانت عسكرية أو سياسية.

كما عبّر جروندبرج عن قلقه البالغ من استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني من قبل الحوثيين، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات "غير مقبولة إطلاقًا" وتمثل ضربة مباشرة لجهود بناء الثقة ومصداقية العملية السياسية برمتها.

وأضاف:"معظم اليمنيين الذين أتحدث إليهم لا يطالبون بالمستحيل، إنهم فقط يريدون سلامًا حقيقيًا يمكن الوثوق به، ومسارًا يتيح لهم إعادة بناء حياتهم بكرامة. لكننا نحتاج إلى الاعتراف بالحقيقة: لا يوجد حل سريع، ولا طريق سهل".

وأشار المبعوث إلى أن وقف إطلاق النار الشامل الذي تم التوصل إليه في ديسمبر 2023، لم يترسخ على الأرض بسبب غياب الثقة وتفاقم الاستقطاب، مؤكدًا أن أي اتفاق سلام حقيقي يجب أن يقوم على التزامات واضحة، وتدابير مدروسة لبناء الثقة بين الأطراف، وخفض التوترات بشكل فعّال ومستمر.

وأوضح أن التصعيد في البحر الأحمر وساحات أخرى زاد الوضع تعقيدًا، لكنه في المقابل كشف عن "الحاجة الملحّة للعودة إلى طاولة المفاوضات، ضمن مسار شامل يضم وقف إطلاق نار دائم، وانتعاشًا اقتصاديًا ملموسًا، وحوارًا سياسيًا حقيقيًا يقرر من خلاله اليمنيون مستقبلهم بأنفسهم".

وختم جروندبرج بالإشارة إلى أن مهمة الأمم المتحدة في اليمن لم تنته، لكنها تواجه اختبارات حاسمة في ظل انسداد الأفق وتصلب المواقف، داعيًا الأطراف كافة إلى تغليب منطق السلام على منطق الاستنزاف والمغامرات الإقليمية.