تطور صادم يكشف حجم التنازلات التي تقدمها مليشيا الحوثي الإرهابية مقابل البقاء في السلطة، كشفت مصادر إعلامية عبر الصحفي اليهودي-اليمني موشي جرادي، عن اجتماع سري جمع قيادات الحوثيين بمسؤولين أمريكيين في العاصمة العُمانية مسقط، جرى خلاله تقديم عرض مفاجئ من الحوثي باستقبال 500 ألف نازح فلسطيني من قطاع غزة داخل مناطق سيطرتهم باليمن، مقابل رفع العقوبات الأمريكية عنهم والاعتراف بالجماعة كسلطة شرعية.
وبحسب ما نقله جرادي عن مصدره الخاص، فإن الاجتماع الذي جرى برعاية سلطنة عمان، يُعد خطوة متقدمة نحو تحقيق اختراق سياسي للحوثيين على الساحة الدولية، حيث تم الاتفاق على صيغة أولية لما وصف بـ"الاعتراف الضمني" من واشنطن بالجماعة كـ"قوة أمر واقع" في شمال اليمن.
المحلل السياسي اليمني سعيد عقلان أكد هذه التسريبات، موضحًا أن اتفاق مسقط بين الحوثيين والإدارة الأمريكية يشكل أول اعتراف عملي من واشنطن بوجود الجماعة كسلطة حاكمة، ويفتح الطريق أمام دعم غير مباشر لهم في صراع الداخل اليمني، خصوصاً مع تجميد أي دعم أميركي للعمليات العسكرية ضدهم.
وأشار عقلان إلى أن إيران لعبت دورًا محوريًا في تسويق الحوثيين ضمن المفاوضات النووية، ودفعتهم نحو التهدئة الميدانية وتجميد التصعيد، لإرضاء الأميركيين، مؤكداً أن المليشيا تحاول تقديم نفسها كلاعب إقليمي يخدم المصالح الأميركية في ملفات معينة، بينما تستثني إسرائيل من أي تهدئة.
ويخشى مراقبون يمنيون من أن هذه الصفقة الخفية قد تشرعن وجود الحوثيين دولياً، وتمنحهم الضوء الأخضر لابتلاع مزيد من الجغرافيا اليمنية، في ظل تواطؤ إقليمي وصمت دولي مخزٍ.
في المقابل، يرى ناشطون يمنيون أن عرض الحوثيين استقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين ليس سوى محاولة لخلط الأوراق واستغلال القضية الفلسطينية سياسياً، بينما الشعب اليمني يعاني الجوع والحصار والقمع، متسائلين: "أين ستسكن نصف مليون إنسان وأنتم لا تؤمّنون حتى الرواتب لأبناء مناطقكم؟!.