لقي طفل نازح في ربيعه الرابع مصرعه، خلال الساعات القليلة الماضية، إثر سقوطه في حفرة صرف صحي داخل مخيم الجفينة، أكبر مخيمات النزوح في محافظة مأرب، في حادثة تضاف إلى سلسلة من المآسي التي يواجهها النازحون يومياً وسط غياب البنية التحتية والخدمات الأساسية.
مصادر من داخل المخيم، قالت أن الطفل عبدالله جابر، كان يلعب قرب منزله في مربع (12) بالمخيم، قبل أن يختفي عن أنظار أسرته عند الساعة التاسعة مساءً. وبعد ثلاث ساعات من البحث المضني، عُثر عليه جثة هامدة داخل حفرة صرف صحي مكشوفة، بمساعدة من أفراد الأمن.
الحادثة المؤلمة أعادت إلى الواجهة الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 17 ألف أسرة نازحة تقطن في مخيم الجفينة، في مساكن مؤقتة تفتقر لأدنى مقومات السلامة، خاصة في ما يتعلق بشبكات الصرف الصحي التي تحولت إلى شِراك موت تهدد حياة الأطفال.
ناشطون حقوقيون عبّروا عن استنكارهم الشديد لتكرار هذه الحوادث دون أي تحرك جاد من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية، مؤكدين أن الإهمال المستمر في تحسين بيئة المخيمات يشكل جريمة إنسانية بحق آلاف العائلات.
وطالب الأهالي بسرعة اتخاذ تدابير عاجلة لإغلاق الحفر المكشوفة وتأهيل شبكات الصرف الصحي، وإنشاء بيئة آمنة تحفظ أرواح الأطفال، محذرين من أن الاستهتار بحياة النازحين قد يؤدي إلى كوارث إنسانية أكبر مستقبلاً.
ورغم التحذيرات المتكررة، ما تزال مأساة مخيمات النزوح في مأرب تتفاقم، لتتحول كل حفرة إلى فاجعة محتملة، وكل لحظة لعب بريئة إلى لحظة وداع موجعة.