شهدت مدينة تعز، اليوم الأربعاء، تظاهرة غاضبة شارك فيها ناشطون وحقوقيون وأصدقاء وأقارب الطفل المغدور مرسال عيدروس، مطالبين بسرعة القبض على القاتل وتقديمه للعدالة، في أعقاب الجريمة البشعة التي هزت وجدان الشارع اليمني.
وانطلقت التظاهرة من شوارع وسط المدينة، وصولاً إلى مبنى محافظة تعز المؤقت، حيث ردد المحتجون شعارات غاضبة ضد ما وصفوه بـ"تقاعس الدولة" في أداء واجبها، ومن أبرز الهتافات التي تعالت: "يا حكومة الفنادق.. قتلونا بالبنادق!"، و"القصاص القصاص.. على القتلة بالرصاص!".
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بفرض هيبة الدولة، وتدين صمت الأجهزة الأمنية وتراخيها في ملاحقة القاتل كامل الشرعبي، المتهم بقتل الطفل مرسال بدم بارد إثر شجار بسيط بين الأطفال أثناء لعب كرة القدم، في حادثة صدمت سكان تعز وأثارت غضباً واسعاً.
وأكد المشاركون أن ما حدث ليس جريمة فردية، بل "عمل إرهابي مروّع"، محذرين من أن التهاون مع الجناة يُكرّس ثقافة الإفلات من العقاب، ويغري المتورطين بمزيد من الجرائم الوحشية، ما يهدد النسيج المجتمعي ويزعزع أمن المدينة.
وطالب المحتجون رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، بالتدخل العاجل لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تتابع القضية، وتضمن محاسبة كل من يثبت تورطه في التغطية على الجاني أو عرقلة سير العدالة.
كما دعوا جميع القوى المجتمعية والإعلام والنشطاء إلى الاستمرار في الضغط الشعبي حتى يتم إنصاف دم الطفل مرسال، وتحقيق العدالة الكاملة، مؤكدين أن التهاون في مثل هذه الجرائم قد يفتح الباب لفوضى أمنية تهدد مستقبل الأجيال في تعز واليمن عموماً.
يُذكر أن الطفل مرسال عيدروس قُتل يوم الجمعة الماضية، على يد مسلح يدعى كامل الشرعبي، حيث أظهر مقطع فيديو متداول لحظات مؤثرة توسل فيها الطفل قائلاً: "لا تقتلناش!"، قبل أن يطلق الجاني النار عليه ويرديه قتيلاً، في مشهد أبكى القلوب وأشعل شرارة الغضب في الشارع اليمني.