في فصل جديد من دراما "الفتح الموعود"، خرج المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع مساء الجمعة، ليزفّ بشرى جديدة: صاروخ حوثي انطلق من اليمن واخترق الأجواء ليصل إلى "تل أبيب"... أو على الأقل إلى نشرات الأخبار التابعة للجماعة.
وفي بيان حماسي لا يفتقر إلى المؤثرات الصوتية، أعلن سريع أن جماعته أطلقت صاروخًا من نوع "ذو الفقار"، استهدف هدفًا عسكريًا قرب مطار بن غوريون، رغم عدم وجود أي تأكيد من الجانب الإسرائيلي، سوى بعض صافرات الإنذار التي قد تكون مرتبطة بأحوال الطقس أو الخيال الحوثي الواسع.
ولم يتوقف العرض عند هذا الحد، بل أضاف سريع أن صواريخهم وطائراتهم المسيّرة استهدفت حاملتي الطائرات الأمريكيتين "ترومان" و"فينسون"، في البحرين الأحمر والعربي، في محاولة جريئة لإقناع العالم بأن اليمن باتت تمتلك أسطولاً افتراضيًا ينافس القوى الكبرى.
أما المفاجأة الكبرى، فكانت إسقاطهم ـ حسب زعمهم ـ لطائرة MQ-9 أمريكية فوق صنعاء، وهي الطائرة الخامسة خلال ثلاثة أسابيع، في مسلسل إسقاطات بات ينافس أشهر أفلام الحركة من حيث الإنتاج... لكن دون أي مشاهد موثّقة.
وفي حين لم يصدر أي تعليق من واشنطن أو تل أبيب، يبدو أن جماعة الحوثي تواصل بناء "جبهة النصر الإعلامي" على شاشاتها وصفحاتها، حيث تنفجر الصواريخ في البيانات وتُغرق حاملات الطائرات في التصريحات، فيما يظل الواقع مختلفًا تمامًا على الأرض.
وفي المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 200 بلدة وسط إسرائيل، فيما سُمع دوي انفجارات عنيفة في محيط تل أبيب، تزامنًا مع إطلاق صاروخ يُرجح أنه قادم من اليمن.
وأفادت بإصابة عدد من المستوطنين خلال تدافعهم إلى الملاجئ، بالإضافة إلى تسجيل حالات هلع وإغماء.
وحتى اللحظة، لم تُصدر واشنطن أو تل أبيب أي تعليق رسمي على هذه التطورات المتلاحقة، وسط ترقب دولي لاحتمالات التصعيد في المنطقة.