آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-08:53ص

فن وثقافة


فنانة تونس الأولى نعمة ترحل وتترك إرثا من 360 أغنية

فنانة تونس الأولى نعمة ترحل وتترك إرثا من 360 أغنية

الإثنين - 19 أكتوبر 2020 - 02:20 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - وكالات

توفيت الفنانة التونسية المخضرمة نعمة الأحد عن سن ناهزت 86 عاما، بعد صراع طويل مع المرض ومشوار فني ناهز الأربعة عقود.

ونعت وزارة الثقافة التونسية الفنانة الراحلة في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك واستعرضت أبرز محطات مشوارها الفني.

كما نعاها العديد من المثقفين والفنانين التونسيين، ومن بينهم النجمة التونسية هند صبري التي كتبت على حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعى تويتر “رحلت اليوم واحدة من أيقونات الفن التونسي والعربي.. رحلت من أعطاها الأديب الكبير يوسف إدريس لقب فنانة تونس الأولى”. مضيفة “الغناء التونسي اليوم يتيم”.

وتعد نعمة، التي بدأت الغناء منذ سن الـ11 عاما، من أبرز فناني تونس منذ منتصف القرن الماضي، واسمها الحقيقي حليمة الشيخ.

مشوار فني ثري خاضته نعمة، حتى أصبحت أشهر المطربات التونسيات، يحفظ الكثير من التونسيين أغنياتها التي شاركت بها في أبرز المحافل والمهرجانات التونسية والعربية. ورافقتهم في حفلاتهم ومناسباتهم السارة.

بعد اكتشاف صوتها، حيث كانت تغني في الحفلات الخاصة الصغيرة، غنت نعمة لأول مرة أمام الجمهور في حفلة خيرية لصالح جمعية المكفوفين، إلى جانب المطربة الشهيرة علية.

إثر ذلك انخرطت في المعهد الرشيدي، وهو أشهر مؤسسة موسيقية في تونس منها تخرجت أجيال من فناني البلاد، وأصبحت لاحقا من مطربات فرقة الرشيدية، ولقّبها الفنان صالح المهدي بنعمة ولحن لها مجموعة من الأغاني العاطفية، من بينها “يا ناس ما كسح قلبو” و”الدنيا هانية” و”الليلة آه يا ليل”، كما لحن لها الفنان خميس ترنان “ما أحلاها كلمة في فمي” و”شرع الحب” و”غني يا عصفور”.

وكانت الإذاعة التونسية تنقل كل نصف شهر حفلات الفرقة الرشيدية وتقوم بتقديمها مباشرة على الهواء، وكانت تبث بين فقراتها أغاني بصوت الفنانة.

واُعتمدت نعمة كمطربة رسمية في الإذاعة الوطنية منذ عام 1958 بجانب نخبة من الفنانين التونسيين مثل صليحة وعلية، بعد أن ذاع صيتها في الحفلات العامة وأصبحت مطربة الجماهير.

 ولم تقتصر أعمال الفنانة على حدود تونس، إذ شاركت مع فرقة الإذاعة في حفلات خارج تونس من بينها مهرجان انتخاب ملكة جمال العرب في بيروت سنة 1966 ومهرجان ألفية القاهرة سنة 1969 حيث لقبت على إثره بفنانة تونس الأولى. كما غنت في عواصم أوروبية عديدة

عُرفت نعمة بوفائها للفن والجمهور التونسي ولم تهاجر إلى مصر كما كان متداولا بين فنانات ذلك العصر.

قضت نعمة 40 عاما في مجال الفن حتى اعتزالها عام 1998 بسبب متاعب صحية. وتملك الفنانة الراحلة في رصيدها الغنائي 360 أغنية، تعاملت فيها مع كبار الملحنين في تونس مثل خميس الترنان ومحمد التريكي وصالح المهدي وقدور الصرارفي وعبدالحميد ساسي، كما لحن لها سيد مكاوي ويوسف شوقي من مصر وحسن العريبي وسلام قادري وكاظم نديم من ليبيا.

وكان آخر ظهور فني مقتضب لنعمة على الركح سنة 2014 في حفل تكريمي بفضاء المسرح البلدي بالعاصمة. حيث قدمت لجمهورها أغنية «الليلة عيد»، ونظرا إلى ظروفها الصحية وتقدمها في السن فإن هذا الظهور كان الأخير في مسيرة هذه المطربة.

كما ظهرت الفنانة للعلن صائفة 2019 في حفل التكريم الذي أقامه لها مهرجان الحمامات الدولي، حيث أقيمت الأربعاء 24 جويلية 2019 سهرة فنية بعنوان “تكريم السيدة نعمة”.

وحضر جمهور الحمامات حينها بكثافة أدهشت الكثيرين، حيث بادل الجمهور الفنانة نعمة الحب وهتف باسمها طويلا وصفق لها وردد أغانيها وتمايل على أنغامها وقاطعها مرارا ليعبر عن حبه للفنانة، التي حضرت حفل تكريمها، ورددت بعضا من كلمات أغانيها. جمهور غص به مسرح الهواء الطلق بالحمامات، ليعاود اللقاء بالفنانة ويستعيد مسيرة فنانة زاخرة قدمت الكثير من الأغاني للمدونة التونسية وستعمر طويلا في ذاكرته.

والحفل إنتاج مشترك بين مهرجان الحمامات الدولي ومؤسسة مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، ومن تنفيذ الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة الدكتور محمد الأسود ويجمع بين ثلة من خيرة الفنانين التونسيين.

قالت نعمة أثناء تكريمها “ثروتي التي لا تنضب حب الجمهور، أن أحضر اليوم حفلي فهو أكبر تتويج”. أن يبقى الفنان راسخا ومنحوتا في مخيلة جمهوره هو عنوان النجاح عندها وأضافت “الخلود بصدق الكلمة وبالإخلاص في الأداء”.

ولم تعاود الفنانة الظهور علنيا ما جعل الشائعات تتالى في مناسبات عدة حول وفاتها، وهو ما يتم نفيه في كل مناسبة من أحد أفراد عائلتها أو الفنانين المقربين منها.