بعد أن تم انقاذي من قبل قوات مكافحة الارهاب من الاختطاف الذي كانت العصابة قد رتبته من مطار عدن وأخذوني الى مقر قيادة الجهاز الذي استقبلني فيه القائد شلال شايع رئيس جهاز مكافحة الارهاب وأثناء ما أخذني الجنود الى مكتبه رأيت خلية نحل تبني وتشطب مكاتب الجهاز بأفخم ما يمكن من البناء ، جلست مع اللواء شلال في مكتبه ومن ثم أخذ بيدي وقال أنت اليوم ضيفي وفي بيتي وأشار الى مرافقيه بأن يجهزوا سيارته للذهاب الى البيت .
وعلى ما كنا نسمع عن الدعم الاماراتي للانتقالي كنت متوقع بأني سأصل الى قصر مشيد مكتض بالفخامة والزهو ولكنا حينما وصلنا البيت في التواهي ، وجدته ساكن في بيت والده ووجدت البيت لا يزال مرنج برنج ما قبل عام تسعين وبعض الرنج بدأ يتقرش من تقادم الزمن عليه بل وجدت الأثاث أثاثا قديما متهالك لم يتم حتى تجديده ، وهنا كانت دهشتي وأمام ذلك المنظر لا أخفيكم بأني شعرت باجلال للرجل وأدركت حينها بأن هؤلاء منتصرون على خصومهم وفي قادم قريب .
سيقول بعضكم لماذا ؟
هناك فرق بين قائد يأخذ الدعم الذي يقدمه حلفاؤه وينفقه لبناء الدولة التي ينشدها ويشيدها بينما يترك مسكنه كما هو دونما أدنى استغلال للحرب أو الوظيفة أو المنصب أو الحلفاء ، والقائد الذي ينشغل ببناء بيوته وفلله ومشاريعه الخاصة بينما يترك مباني دولته تتهالك وجنوده يجوعون .
الأول مؤكد أنه سينتصر بينما الثاني ستكون الهزيمة نهايته مهما تذاكى أو تحذلق .
لذلك لا تنتظروا من قيادة استنزفت مقدرات الحرب في بناء ذواتها وحياتها الخاصة وتركت جنودها يعيشون الجوع والمعاناة أن تأخذكم الى اي نصر لأن النصر الذي تنشده وتسعى اليه هو النصر على حقوقكم باختلاسها وعلى دولتكم بتحويلها الى بؤر لعصابات النهب والسلب .