عرفتُ أن الزيدية إحدى الفرق الشيعية التي زرعتها النزعة العنصرية الفارسية.
وعرفتُ أن معنى "الظلم" الذي يبرر عندهم الخروج على الحاكم لا يتعلق بحقوق الله ولا بحقوق العباد، وإنما المقصود به كل حاكم وكل مجتمع لا يحكمه إمام من "البطنيين"، أي من ذرية الحسن أو الحسين.
وعرفتُ أن من عقائد الزيدية الانحراف عن حقيقة الإيمان بالله تعالى، وتعطيل أسمائه وصفاته، وإنكار رؤية المؤمنين لربهم عز وجل في الجنة.
وعرفتُ أنهم يتخذون قبور أئمتهم وأضرحتهم مزارات يُستغاث بأصحابها في قضاء الحاجات ودفع الضر وجلب النفع.
وعرفتُ أن من عقائدهم القول بخلق القرآن الكريم، فيحيون بذلك الفتنة الكبرى التي شهدتها الدولة العباسية، وراح ضحيتها عدد كبير من الفقهاء والعلماء الذين رفضوا هذا القول، إذ زعموا أن القرآن مخلوق وليس كلام الله.
وعرفتُ كذب أئمة الزيدية في دعواهم أن بني هاشم من ذرية عليٍّ قد خُلقوا قبل خلق آدم عليه السلام، وأنهم خُلقوا من نور، وأن الغاية من خلقهم أن يكونوا حكّامًا على الناس إلى يوم البعث والنشور.
وعرفتُ أنهم يقولون بوجوب محبتهم جميعًا –صالحهم وطالحهم– وأنه لا نجاة إلا بهم، وأن النار محرّمة عليهم.
وعرفتُ أن من عقائدهم أن المسلم لا يدخل الجنة ما لم يكن من شيعتهم، وأن دخول الجنة لا يكون إلا عن طريقهم.
وعرفتُ أن الإمامة محصورة في أبناء البطنيين، وليس للأمة حق اختيار من يحكمها إلا من نصب نفسه إمامًا منهم أو اتفقوا عليه.
وعرفتُ أن من عقائدهم القول بعصمة أئمتهم، وأن للإمام المعصوم الحق في تحريم المباح أو إيجاب ما ليس بواجب.
وعرفتُ أنهم يعدّون كل حاكم من خارج البطنيين حاكمًا ظالمًا مغتصبًا، حلال الدم والمال والعرض.
وعرفتُ أنهم يقولون بكفر الصحابة لأنهم لم يقدّموا علي بن أبي طالب رضي الله عنه للحكم.
وعرفتُ أنهم يزعمون أنهم قرناء القرآن وتراجمه، وأن القرآن لا يقوم له حكم ولا معنى إلا بوجودهم.
وعرفتُ أنهم يدّعون علم الغيب، ويزعمون أن الله خصّهم به، وأنه ينتقل بينهم عبر كتاب الجفر أو من خلال علوم السحر والكهانة.
وعرفتُ أنهم يتهمون كل من خالفهم بالكفر أو النفاق أو الفسق والفجور.
وعرفتُ أنهم كانوا عامل هدمٍ للدولة الإسلامية، فخرجوا على الدولة الأموية في ثورتين،
وعلى الدولة العباسية في بلاد الديلم ونجد والحجاز بخمس عشرة ثورة،
وفي اليمن بنحو ثمان ثورات،
كما خرجوا على الدولة الرسولية –وهي من أعظم الدول الإسلامية التي حكمت اليمن– بنحو إحدى عشرة ثورة،
وعلى الدولة الطاهرية بنحو أربع ثورات،
ثم قادوا ثورات عدة على الخلافة العثمانية لأنهم لم يقبلوا حكم أحدٍ من غير نسلهم السلالي، سواء من أهل اليمن أو غيرهم.
وعرفتُ أن أغلب منظّري ودعاة الزيدية في اليمن كانوا من أصول فارسية أو حجازية، غرباء عن اليمن، حتى من استوطن منهم البلاد وتناسل فيها؛ فقد ظل غريب الهوى والهوية، سلاليّ النزعة، لا تجري في عروقه الدماء اليمنية ولا العربية.
وعرفتُ أنه لا يوجد اختلاف حقيقي بين الزيدية والاثني عشرية إلا في عدد الأئمة؛ فالاثنا عشرية تقول باثني عشر إمامًا من آل البيت، بينما الزيدية لا تحصر أئمتها بعدد، وتعتقد أن الله قد نذر على نفسه ظهور إمام زيدي يكون حجة على الخلق إلى قيام الساعة.
وعرفتُ الفرق بين الزيدية الجغرافية –أي السكان الذين عاشوا في مناطق حكم الكهنة الزيدية مثل صعدة وحجة ويريم والبيضاء وغيرها– وبين الزيدية العقائدية، وهي التي شملها هذا الكتاب، وتؤمن بكل ما سبق من عقائد مهما خالفت عقائد المسلمين.
وعرفتُ من هذا الكتاب العديد من الجرائم التي ارتكبها كهنة الزيدية ضد شعبي وأبناء وطني، وما أحدثوه فيه من فتن وتنكيل وعذاب.
وعرفتُ كيف اخترق الكهنة السلاليون الثورة والجمهورية، ومهّدوا لإسقاطها والانقلاب عليها.
وعرفتُ أن للزيدية وجهًا واحدًا لا يختلف من يحيى بن الحسين الرسي إلى عبد الملك الحوثي، فجميعهم نذروا أنفسهم لتدمير اليمن قديمًا وحديثًا.
وعرفتُ أيضًا أبرز الكتب والمراجع المعتمدة عند كهنة الزيدية التي يشرّعون من خلالها فقه استعباد اليمنيين وقهرهم وإسقاط دولتهم.
ودمتم بخير.