تسلّم المهندس م.محمد العبادي مهامه في رئاسة هيئة الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، ونتمنى له التوفيق والسداد، وأن يجد العون من الجميع في معركته الصعبة لاستعادة المساحات الشاسعة المنهوبة تحت غطاء قوانين "النفوذ".
غير أنّ استقالة الأستاذ سالم ثابت العولقي تظل حدثًا لا يمكن تجاوزه؛ فقد غادر الرجل موقعه نظيف اليد مرتاح الضمير، تاركًا خلفه تجربة نزيهة في زمن يندر فيه النزاهة، وربما يعيش الآن شعورًا لم يعشه كثيرون ممن أثقلتهم المسؤولية بأعباء وملفات شائكة.
لكن علينا ألّا نكابر أو نتجاهل التحديات التي أفرزتها هذه الاستقالة، وأن نتعامل مع النقد والآراء المخالفة بصدر رحب. فالمحاصصة المناطقية التي وصلنا إليها لم تكن يومًا هدفًا وطنيًا، بل ممارسة خطيرة تؤسس لانقسامات مجتمعية عميقة، صنعتها تصرفات حولت منطقة إلى "مناضلة" وأخرى إلى "خائنة".
المؤسف أن بعض الأصوات لا تزال تميل إلى الإقصاء، حتى أن كلمة نقد واحدة كفيلة بتجريد صاحبها من تاريخه النضالي والوطني، وكأن سنوات الكفاح يمكن أن تُمحى برأي لا ينسجم مع "قطيع من الفوضى والجهل المركب، الذي نراه كل يوم على مواقع التواصل الاجتماعي".
إن الشراكة الوطنية الحقيقية لا تُبنى بالشعارات، بل باحترام التعددية في الرأي، والاعتراف بحق الجميع في النقد والاختلاف، حق الجميع في الإدارة والقيادة، دون أن يتحول ذلك إلى أداة لابتلاع الآخرين أو شيطنتهم.
- من صفحة الكاتب على اكس