ثماني جولات من الضربات الإسرائيلية على اليمن، جميعها تحمل طابعًا عدوانيًا مرفوضًا، لكنها في الوقت نفسه تكشف عمق الكارثة التي أدخلتنا فيها ميليشيا الحوثيراني، بعد أن حوّلت اليمن إلى منصة إيرانية مكشوفة، تستخدمها طهران في صراعاتها العابرة للحدود.
▪️ما الذي استهدفته الضربات؟
الموانئ الحيوية الثلاثة:
ميناء الحديدة
ميناء الصليف
ميناء رأس عيسى
▪️ مطار صنعاء الدولي
▪️ مصانع استراتيجية:
مصنع إسمنت عمران
مصنع إسمنت باجل
▪️ محطات توليد الكهرباء في الحديدة وصنعاء
هذه ليست ضربات عشوائية، ما جرى هو هجمات دقيقة على بنى تحتية تمثّل ما تبقى من أعصاب اقتصادية ولوجستية لمناطق الحوثيراني، وهي ضربة مزدوجة: عسكرية واقتصادية، لا يمكن فصلها عن الدور التخريبي الذي لعبته الميليشيا حين فتحت الأجواء والأرض اليمنية أمام المشروع الإيراني، وجعلت من اليمن ساحة إطلاق صواريخ ومسيرات تخدم أجندة خارجية.
▪️تطوّر في الوسائل:
🔸️الضربات الأولى: طيران مقاتل حديث
🔸️ما قبل الأخيرة: ضربات من البحر
🔸️الضربة الأخيرة: طائرات مسيّرة منخفضة الكلفة
▪️ما الهدف؟
🔸️فرض عزلة اقتصادية شاملة على مناطق الحوثيراني
🔸️ضرب القدرات الإنتاجية، وتعطيل شرايين التهريب والتمويل
🔸️تمهيد لردع بعيد المدى دون الدخول في حرب شاملة أو استنزاف مباشر
▪️ماذا يعني ذلك؟
إسرائيل – رغم خبثها وعدوانيتها – تتحرك بمنطق المصالح والكلفة.
أما الحوثيراني، فيُصر على خوض مواجهة أكبر من حجمه، ويدفع الشعب اليمني ثمنًا باهظًا لها، غير آبه بأن البنية التحتية التي تُستهدف هي في الأساس ملك لليمن لا لإيران.
إسرائيل باتت تلعب في اليمن بأريحية، بعدما أدركت محدودية التأثير العسكري للحوثيراني، وهشاشة منظومته الدفاعية، وانكشافه الكامل أمام الضربات الدقيقة.
▪️الخلاصة:
نرفض العدوان الإسرائيلي على بلدنا بشكل قاطع،
لكن نحمل الميليشيا الحوثيرانية كامل المسؤولية، لأنها سلّمت السيادة اليمنية لإيران، وجعلت من اليمن هدفًا مشروعًا في لعبة صراع دولي لا ناقة لنا فيه ولا جمل.
والمؤسف أن الحوثيراني لا يُجيد سوى ارتداء عباءة "الضحية"، رغم أنه هو من حوّل المواقع الاستراتيجية إلى مخازن وساحات إطلاق، وهو من لا يملك أي رؤية عسكرية حقيقية أو قدرة على الرد، سوى عبر أدوات الميليشيا والإرهاب والتصعيد الإعلامي الجبان.
بين غطرسة إسرائيل وخيانة الحوثيراني... تبقى اليمن هي الضحية الأولى والأخيرة.